تونس – “الوسط نيوز” – كتب : مصطفى المشاط
- جماعة “الثورة”… اصبحوا من الأرشيف…
- نهاية وهم “تحيا تونس” بزعامة الشاهد…
- صعود حزب افتراضي (خليل تونس) تجاوز النهضة…
- خروج الحزب الحاكم (النداء) من السباق نهائيا
- صعود حزب عبير موسي إلى المرتبة الثالثة و تراجع النهضة إلى المرتبة الثانية لاول مرة
- تغيير الخارطة السياسية و تنافس منتظر بين النظام القديم و الأحزاب غير التقليدية…
- الشارع التونسي حسم في منظومة 14 جانفي
قبل خمسة عشرة أسبوعا من انتخابات مشكوك في إجراءها في موعدها و بعد أخذ و رد و ضغوطات و تدخلات و مناورات… و بعد تأخير اضطراري لحوالي أسبوعين نجحت مؤسسة سيغما كونساي (sigma conseil) في نشر اخر نتائج يمكن أعتبارها زلزالا… أو اعصارا… بالنسبة للطبقة السياسية التقليدية و الأحزاب التي تحتل المشهد منذ 14 جانفي.
أوٌل هذه الملاحظات هي خروج الأحزاب اليسارية ممثلة في الجبهة الشعبية من سباق المنافسة رغم ما تدعيه من حديث بأسم “الشعب” و تحكمها في سنوات سابقة في الأحتجاجات الشعبية من أعتصامات و أضرابات و حصيلة هذا الأستطلاع و مهما كانت نسبة الخطأ فيه تؤكد أنٌه لم تعد تمثٌل أي معطى أنتخابي و قد تكون المشاكل التي عرفتها الجبهة مؤخرا و حل كتلتها في مجلس نوٌاب الشعب لها دور في هذا خاصة أنٌه تضمٌن أيضا خروج حمٌة الهمامي من السباق.
المعطى الثاني المهم جدا هو خروج الحزب “الحاكم” نداء تونس من السباق نهائيا و هذا يؤشر على نهاية هذا الحزب الذي حقٌق الرقم القياسي في الأستقالات و الأنشقاقات منذ صعوده الى الحكم و هذه نتيجة غير مفاجئة و طبيعية بعد كل الأزمات التي حولتها الى أثر بعد عين و نعطى تاريخي مرتبط بالأنتقال الديمقراطي و لم يعد معطى سياسي.
أما المؤشر الثالث فهو صعود الحزب الدستوري الحر الذي حاز على نسبة 11.3 ليكون في المرتبة الثالثة و صعود زعيمته عبير موسي بنسبة 10.8 في المرتبة الثالثة في نوايا التصويت و هذا يترجم الحنين الذي يختزله التونسيون لزمن بن علي الذي تعد عبير موسي وحزبها أمتدادا له أما المؤشر الرٌابع فهو صعود حزب أفتراضي لم يتشكل بعد وهو حزب نبيل القروي الذي حاز المرتبة الأولى بنسبة 28.8 متجاوزا بذلك حركة النهضة و هذا يترجم يأس الشارع التونسي من الأحزاب و من الطبقة السياسية التي سيطرت على المشهد طيلة تسع سنوات بما فيها حركة النهضة التي تراجعت لاول مرة الى المرتبة الثانية بنسبة 16.8 و هذا يحصل لاول مرة و يمثل بداية حقيقية لسقوط و تواصل تدهور النهضة.
هذا الأستطلاع أكد أيضا الوهم الذي روج له مؤسسوا حركة تحيا تونس عن ” أكتساحهم المرتقب” للبرلمان و “زعامة” يوسف الشٌاهد الذي لا نجده في المراتب الثلاثة الأوٌلى التي تقاسمها نبيل القروي و قيس سعيد و كلاهما وجهان من خارج الطبقة السياسية و عبير موسي التي تمثٌل النظام السابق و بالتالي حسم الشارع في كامل منظومة 14 جانفي التي لم تنتج شيئا عمليا للمواطن التونسي خارج شعارات “الديمقراطية” و بغض النظر عن نسبة الخطآ في هذا الأستطلاع الذي شمل عينة ب2706 فأن نتائجه تمثٌل مؤشرا عاما لابد من وضعه في الأعتبار في الأنتخابات القادمة التي ستترجم موقف الشارع التونسي من منظومة 14 جانفي التي لم يكن أحد منها في المراتب الأربع الأولى.و هذا معطى على قدر كبير من الأهمية في الحسابات الآنتخابية فالثابت أن الخارطة السياسية تغيرت تماما و التنافس سيكون بين أنصار النظام القديم و” الأحزاب” غير التقليدية مثل ( حزب نبيل القروي و عيش تونسي ) !
و مهما كانت نسبة مصداقية هذه النتائج فإنها تمثل بدون شك معطى موضوعي يعكس الخارطة السياسية التي تفرض تخالفات مستقبلية محددة للمرحلة القادمة. و قد تقف هذه النتائج… و هذا التسونامي… وراء التعجيل و لهث الأطراف السياسية “المنكوبة” وراء تمرير مشروع قانون ينقح المجلة الأنتخابية و ضمان تغييب و ازاحة الطرف السياسي “القادم”… و الأفتراضي…!!؟؟
في انتظار قرار تأجيل الانتخابات التي أصبح شبه مؤكد…!!؟؟