تونس – “الوسط نيوز” – كتب : قيس بن سليمان
بعد الأعلان عن نتائج النهائية للأنتخابات البلدية التي جرت في تركيا يوم الأحد الماضي ثبت تقدّم حزب الشعب الجمهوري في أهم المدن و خاصة أسطنبول و أنقرة و أزمير أمام حزب العدالة و التنمية الذي سيطر على الأنتخابات البلدية منذ 2002 و رغم أعلان اللجنة العليا للانتخابات عن النتائج النهائية علّق حزب للعدالة و التنمية لافتات ضخمة في العاصمة أسطنبول تشير الى فوزه في الأنتخابات و هو ما أعتبره حزب الشعب الجمهوري تحيلا على المواطنين !
رجب طيب أردوغان أعلن عن الطعن في نتائج الأنتخابات و هذا التصريح الرافض لنتائج الانتخابات أثار ردود فعل محلية و دولية و خاصة أوروبية التي أتهمت أردوغان بمواصلة مسار لا ديمقراطي و هو ما يغلق الباب نهائيا أمام آمكانية أنضمام أوروبا للأتحاد الأوروبي.
و مثلت هذه الأنتخابات أستفتاءا على شعبية أردوغان الذي صعد نجمه و نجم حزبه العدالة و التنمية منذ أن فاز ببلدية أسطنبول التي كانت المنطلق لزعامته و بعد أنتعاشة الأقتصاد التركي لسنوات بدأ التراجع منذ العام الماضي إذ أنخفضت قيمة الليرة التركية و أرتفع التضخم الى أكبر معدلاته 20 بالمائة و أرتفعت نسبة البطالة و توترت علاقات تركيا مع محيطها في سوريا و العراق و المملكة العربية السعودية و مع الأكراد وزج بألاف الصحفيين و الناشطين السياسيين في السجون و أحيل ألاف الموظفين و العسكريين على البطالة بتهمة المشاركة في الأنقلاب المزعوم سنة 2016 الذي يشك في أنٌه من تدبير أردوغان نفسه ل”تطهير” الجيش و الأمن من كل من يفكٌر في معارضة أردوغان الحالم بتاج المملكة العثمانية من جديد كما تورٌط أردوغان في دعم التنظيمات الأرهابية من داعش الى الأخوان المسلمين في مصر و ليبيا و تبني الاسلام السياسي.
نتائج هذه الانتخابات و رغم عدم أعتراف رجب طيب أردوغان بها تؤكد أن الشعب التركي غير راضٍ عن هذا المسار لأخونة البلاد التي أسٌست للعلمانية في العالم الأسلامي زمن كمال أتاتورك و الأنتخابات التشريعية و الرئاسية القادمة قد تضع حدا لطموح أردوغان الراعي الأساسي مع قطر للاسلام السياسي الذي يعيش موجة أنحسار بعد صعوده على أثر ما يعرف بالربيع العربي الذي أهدى تونس و ليبيا و مصر للأخوان المسلمين.