- ترتيبات دولية لإبعاد اللحركات الإسلامية عن السلطة…
المقال الذي نشره راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة ورئيس مجلس النوٌاب المجمّد فيه أعتراف بالكثير من الأخطاء حسب توصيفه التي أرتكبتها الحركة منذ 2011 واولها عدم ترشيح الباجي قايد السبسي الى الرئاسة وبالتالي تمكينه من تأسيس نداء تونس والترشح الى الرئاسة وهزم الحركة في التشريعية .
أما الخطأ الثاني فهو التحالف مع يوسف الشٌاهد ضد الباجي قايد السبسي ثم التحالف مع هشام المشيشي ضد قيس سعيد ودفعه الى تغيير وزاري غصبا عن الرئيس وهو ما أدى إلى 25 جويلية والإجراءات الإستثنائية التي أقصت الحركة من الهيمنة على مجلس نوٌاب الشعب وإنتهاء نفوذها .
هذا الخطاب الجديد الذي يتبناه الغنوشي واضح أنٌه نتيجة قراءة لتطور الأحداث خلال الأربعة أشهر الأخيرة إذ فهم الغنوشي أن العودة إلى الوراء مستحيلة وعودة المجلس غير واردة بعد إقتناع القوى الدولية بأن ما قام به سعيد ليس إنقلابا وبالتالي تخلي الجميع عن حركة النهضة ومشروع الاسلام السياسي وما يحدث في ليبيا أوضح مثال إذ تصر القوى الدولية على تنظيم الإنتخابات التي يسعى الأخوان الى عرقلتها .
فالموقف الدولي هو الذي يحدٌد التحوٌلات الكبرى ومثلما تم توفير الارضيّة لصعود حركة النهضة إلى الحكم في بداية ما سمي بالربيع العربي تجري الآن ترتيبات لأبعاد الحركات الإسلامية عن السلطة والإكتفاء بوجودها في المشهد كمجرد تعبيره في المجتمع غير قادرة على الحكم . لهذا غير الغنوشي خطابه وبدأ فيما يشبه التودد للرئيس قيس سعيد بعد ان كان يسمي إجراءات 25 جويلية بأنٌها أنقلاب إذ عبر عن ”ندمه ”عن عدم التحالف مع سعيد لأبعاد المشيشي !
مصطفى المشاط