تونس – اونيفار نيوز ربع ساعة فقط من الامطار الغزيرة كافية لتغرق الشوارع والساحات الرئيسية في المياه وتتوقف الحياة وتختفي سيارات التاكسي وتتوقف الحافلات على قلتها وعربات المترو عن الجولان !
هذا السيناريو المخجل يتكرر منذ سنوات في مثل هذا الوقت من كل عام وهو من أكثر المشاهد التي تفضح واقعنا الدرامي في مستوى النظافة والبنية الأساسية المهترئة وهذا في الحقيقة مسؤولية مشتركة بين المواطن والبلديات .
فالمواطن التونسي عموما ليس له أي أنتباه لنظافة المحيط والبيئة فتراه يلقي الفضلات في كل مكان خاصة علب المياه وبقايا الاكلات الخفيفة وحاويات البلاستيك وعلب السجائر والاوراق لتحملها الرياح الى قنوات التطهير التي لا تتذكر البلديات تعهدها بالصيانة إلا عندما تزكم الرائحة أنوف المواطنين الذين تغرق أقدامهم في المياه المتدفقة من قنوات التطهير !
إن معالجة هذا الملف المخجل لا يمكن أن تكون بالعقوبات الردعية فقط ولا بتعهد البلديات فنحن في حاجة إلى نشر الثقافة البيئية في المحيط المدرسي وفي دار الثقافة وجمعيات المجتمع المدني فالوضع البيئي في تونس كارثي ولابد من تنشئة أجيال جديدة تحترم نظافة المحيط وتخليص المحيط من آفة البلاستيك و” الساشيات ” وقوارير الماء والمشروبات فصورة تونس كبلد سياحي شوهتها الأوساخ فمعظم السياح يشيرون في تعاليقهم عن زياراتهم الى تونس إلى هذه النقطة السوداء وكان أولى بآلاف الأعوان في شركات البستنة وعمال البلديات أن يهتموا بتنظيف المحيط وهذا لا يعفي المواطن من المسؤولية في الكارثة البيئية التي تعيشها المدن والقرى التونسية .