تونس – اونيفار نيوز في مثل هذا الوقت من كل عام ومنذ بداية التسعينات تنشط سوق الكراء للطلبة الذين أصبحوا الصيد الثمين لمعظم مالكي الشقق و” الأستديوهات ” في المدن الجامعية التونسية فأستوديو صغير بغرفة واحدة يصل مبلغ الكراء الشهري إلى 600 دينار في غياب مكان في الأحياء الجامعية التي لم تعد كافية فالمحظوظ من يحصل على سرير لمدة عامين فقط ليغادر المبيت بحثا عن مكان يأويه ويحدث كل هذا في غياب كامل للدولة !
فهذه السوق لا تخضع لأي رقابة من الدولة وأصحاب هذه الشقق لا يدفعون مليما واحدا للدولة ويتعاملون مع الطلبة بمنطق الألتزاز والجشع فالطالب وعائلته لا مهرب لهم من الكراء وترتفع نسبة الجشع كلما كانت الشقة أقرب للمؤسسة الجامعية ففي محيط كليات طب الأسنان والطب والصيدلة في المنستير يصل معدل الكراء لشقة بغرفة واحدة إلى 600 دينار !
إن السكن الجامعي مثله مثل التعليم والنقل والصحة مسؤولية الدولة أولا ولابد من أنشاء مبيتات جامعية جديدة ففي تونس الكبرى مثلا لم يتم أي أحداث جديد منذ أول تسعينات القرن الماضي ولابد من سن تشريعات لتشجيع الباعثين العقاريين والمستثمرين على بعث مبيتات خاصة تكون مدعومة من الدولة أن على الاقل مراقبة هذه السوق التي أصبحت الأرقام فيها خيالية وبسببها يحرم الكثيرون من مواصلة دراستهم في مختلف جهات البلاد .