أونيفار نيوز – ثقافة رحل الشاعر والمسرحي حكيم المرزوقي فجأة وحيدا في شقته بعد عشر سنوات من عودته إلى تونس التي كانت بمثابة المنفى إذ كان يعتبر نفسه منفيا في بلاده !
حكيم المرزوقي (1965) هاجر إلى سوريا في بداية الثمانينات لدراسة الأدب العربي والمسرح في جامعة دمشق التي كان يعتبرها مدينة الروح وفي فترة زمنية قصيرة أصبح المرزوقي علما من أعلام مدينة دمشق وزينة مجالسها وأسس فرقة الرصيف وقدّم فيها عددا من أشهر المسرحيات التي تحتفظ بها الذاكرة العربية مثل ” عيشة ” و” بساط أحمدي ” و” أسماعيل هملت ” وغيرها كما كتب قصصا للأطفال وسيناريوهات أفلام وترجمت أعماله إلى اللغات الفرنسية والإنجليزية والكردية لكن الحرب التي شنّت على سوريا والأزمة الأقتصادية الخانقة دفعته إلى العودة إلى تونس التي قست عليه كعادتها مع كل المبدعين الملهمين فلم يجد له مكانا في المسرح التونسي ولا في سوق النشر فعاش غريبا بل منفيا في بلاده !
لم يخلص المرزوقي إلا لنفسه ،كتب نصوصا تشبهه في أنسيابها وصدقها وحميميتها كان ساخرا من كل شيء بعيدا عن الإيديولوجيا مؤمنا برحمة الفن الواسعة وأنّ الأبداع عن تعبير عن أعماق الأنسان وأسئلته الوجودية .
رحم الله حكيم المرزوقي كان أكبر من الحياة !
نورالدين بالطيب