تونس – اونيفار نيوز أثنى الشاعر والناقد والكاتب المسرحي اللبناني بول شاوول في كلمة موجزة في سهرة أختتام أيام قرطاج المسرحية على هذا المهرجان ” الذي تعلم منه ” كما ورد في كلمته وليس شاوول الذي يعد أحد رموز التجديد في الثقافة العربية هو الوحيد الذي أثنى على دور تونس في تجديد الثقافة العربية وتحديثها عبر مهرجاناتها المتنوعة والمتعددة والموزعة بين جهات البلاد .
فقدر تونس منذ قرطاج العظيمة ان تقود العالم العربي في المستوى الثقافي رغم مساحتها الصغيرة وأمكانياتها الأقتصادية المتواضعة لكن ” المادة الشخمة ” لأبنائها كما سماها الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة هي التي صنعت الفرق .
فقد كانت تونس اول من منع العبودية واول من صاغ الدستور في العالم العربي وأول من أسس الحركات النقابية بتأسيس محمد علي الحامي لجامعة عموم العملة التونسيين سنة 1924 واول من منع تعدد الزوجات وحدد سن الزواج للمراة وفرض الأختلاط وأول من أسس منظمة لحقوق الأنسان في العالم العربي .
ولم تكن هذه المحطات صدفة بل ترجمة للعبقرية التونسية وانتصار النخبة التونسية منذ القرن الثامن عشر لقيم الأصلاح والتحديث والنظام الجمهوري .
ورغم الوهن الذي أصاب البلاد منذ ما سمي بثورة 14جانفي إلا أن تونس لم تمت ولن تموت وستبقى تضخ دماء الحياة وتضئ الانوار في سماء الثقافة العربية الباهتة فسنوات حكم حركة النهضة وحلفائها من الانتهازيين دمرت كل شي لكنها لم تقدر على قتل روح تونس المتجددة ونجاح الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية تأكيد على هذا القدر التونسي فتونس قدرها الخلود والريادة رغم الوضع الأقتصادي الصعب .