في انتظار موقف النهضة…
الوسط نيوز
الحوار الذي أجرته صحيفة العرب الدولية مع الرئيس الباجي قائد السبسي الصادر صباح أمس أكد أنٌ القطيعة بين الرئيس و حركة النهضة تعمَّقت أكثر و أن التوافق بينهما أصبح من الماضي بعد أن أختارت الحركة الرهان على يوسف الشٌاهد و دفعه لتأسيس حزب جديد بجزء من نداء تونس و منسحبين من أحزاب أخرى .
الحوار تضمٌن مجموعة من المحاور منها القمة العربية و الوضع الليبي و انتخابات 2019 لكن أختار الباجي قائد السبسي أن يكون المفتاح الأساسي لفهم الحوار هو الجهاز السري و العلاقة بين يوسف الشٌاهد و حركة النهضة .ف” الجهاز السري ” هو مفتاح هذه العلاقة ذلك أن الشٌاهد يراهن على دعم الحركة مقابل الصمت على قضية الجهاز السري و عدم ابداء أي موقف و هو ما يلاحظه الشارع التونسي منذ ان كشفت هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد و البراهمي متهمة حركة النهضة بالاحتفاظ بجهاز سري على علاقة بمصطفى خذر.
فكتلة الائتلاف الوطني نواة حزب الشٌاهد الجديد صمتت الى حد الآن عن إثارة ملف الجهاز السري لا في مجلس نوٌاب الشعب و لا في البرامج التلفزيونية و الإذاعية التي يشارك فيها أعضائها كما صمتت الحكومة تماما عن هذا الملف و هو ما يفسٌر الصفقة الضمنية بين الشٌاهد و النهضة : الدٌعم مقابل الصمت عن إثارة أي ملف يمكن أن يحرج الحركة الحاكمة في تونس مثل التسفير أو العفو التشريعي العام أو الجهاز السري و في هذا السياق نفهم أيضا تمديد الحكومة لعمل هيئة الحقيقة و الكرامة رغم رفض مجلس نوٌاب الشعب ذلك !
هذا ما نفهمه في حوار الباجي قائد السبسي بين السطور فالنهضة أختارت حليفها الجديد و كان لابد من جهاز حزبي جديد تحكم من خلاله فقد فهمت الحركة من تجربة الحكم الأولى في 2012 أنٌه ليس من صالحها أن تكون في الواجهة بل بإمكانها الحكم من خلال الآخرين فكان لابد من ترويكا جديدة كمال قال الرئيس تجمع مشروع تونس و الحزب الجديد ليوسف الشٌاهد.
و لم يغفل الباجي قائد السبسي في هذا الحوار أن يشير الى الاتحاد العام التونسي للشغل بأعتباره طرف أساسي في المشهد السياسي فاليوم هناك عملية فرز في المشهد التونسي قبل آنتخابات 2019 فمن جهة نجد حركة النهضة و حليفيها مشروع تونس و حزب الشٌاهد طور التأسيس و من جهة أخرى نجد الآتحاد العام التونسي للشغل و بقية القوى السياسية التي تطالب بكشف الجهاز السري مثل الجبهة الشعبية ونداء تونس والحزب الدستوري الحر و الاتحاد الوطني للمرأة.
فقد جعل السبسي في حواره من قضية الجهاز السري محور الفرز السياسي في تونس اليوم و لئن لم يتهم النهضة بأمتلاك هذا الجهاز بأعتبار أن ذلك من مشمولات القضاء إلا أنٌه سبب لها حرجا كبيرا إذ دعاها الى أحترام الأبحاث القضائية و عدم الخوف من إثارة هذا الملف مادامت بريئة لآن البريء ليس له ما يخاف منه أو عليه.
بهذا الحوار أراد الرئيس أن يقوم بعملية فرز في المشهد السياسي و قطع شعرة معاوية ليس مع حركة النهضة فقط بل مع المنتسبين لمشروع الشٌاهد الذين لا يتوقفون في كل الحوارات الصحفية و الإذاعية و التلفزيونية عن القول بأنهم تواصل لمشروع نداء تونس و تصحيح لمساره فهذا الحزب الجديد و زعيمه يوسف الشٌاهد ليسوا أكثر من رهائن لدى حركة النهضة التي تريد مواصلة الحكم من خلالهم.
و الآن علينا آن ننتظر موقف حركة النهضة من هذا الحوار.