شهدت نهاية الأسبوع جدلا كبيرا على صفحات التواصل الأجتماعي وفي الإذاعات حول التقسيم الجديد للبلاد التونسية بأحداث خمسة أقاليم من أجل تحقيق نقلة تنموية بتمكين كل أقليم من مطار وميناء .
فكرة الأقاليم ليست جديدة كان قد أقترحها المرحوم رشيد صفر عندما تولى الوزارة الأولى لكن وصول بن علي رحمهما الله عطل هذا المشروع الذي كان يهدف أساسا إلى ربط كل جهات البلاد بشبكة طرقات سيارة لتحفيز وأستقطاب المستثمرين .
وبعيدا عن الجدل العبثي أحيانا فإن فكرة الأقاليم التنموية كقاطرة للتنمية ليست سيئة في حد ذاتها لكن الأولوية اليوم هي لتعصير شبكة النقل وخاصة السكك الحديدية ففي عهد بن علي تم أحداث مطارات جديدة في قفصة وطبرقة و النفيضة وقابس وهي اليوم خارج الخدمة تقريبا وكان يمكن الأكتفاء بمطارات جربة وصفاقس وتوزر والتوجه نحو تعصير الشبكة الحديدية فالوصول إلى قابس اليوم عبر القطار معاناة حقيقية أما خط تونس توزر فقد توقف بل حتى خط تونس المهدية وتونس المنستير أصبح من الماضي .
إن نهضة الشعوب وتقدمها لا يمكن أن تتحقق خارج تعصير شبكة النقل الحديدي وأحداث طرقات سيارة فالسكك الحديدية كانت تصل إلى بنزرت والكاف وتوزر والقصرين والقيروان ولا نجد اليوم شيئا من هذا وحتى الرحلات القليلة الموجودة فأنها رحلات أشبه إلى العقوبة والتعذيب أما الطرقات السيارة فإنها تشكو من نقائص عديدة وخاصة خط رأس جدير فمن اللجم إلى رأس جدير لا توجد محطة أستراحة واحدة التي كان من المفروض أن يكون أعدادها بالتوازي مع أشغال الطريق السيارة .
تونس تحتاج اليوم إلى تنمية حقيقية ولا يمكن تحقيق أي تنمية في غياب النقل أنه أولوية الأولويات .