-اونيفارنيوزالقسم السياسي كتب قيس بن سليمان :تتصاعد حمى التصريحات بين بعض الفاعلين في حركة النهضة حول شرعية المؤتمر الحادي عشرة للحركة المزمع تنظيمه الشهر القادم في غياب القيادة التاريخية الموقوفون على قضايا تتعلق بتهم التسفير والارهاب وتبييض الاموال مثل الغنوشي والعريض والجبالي والبحيري واللوز وبن سالم والهاروني الذي وضع في الاقامة الجبرية.
الازمة التي تعيشها الحركة ليست جديدة فبعد المؤتمر العاشر والثاني العلني في ماي 2016 في ملعب رادس الذي استعرضت فيه الحركة قوتها ورصيدها الشعبي -آخر مؤتمر للتجمع كان في نفس المكان -والذي حضره الرئيس الباجي قايد السبسي رحمه الله بدأت المشاكل تظهر إلى العلن وكانت البداية باختيار المرشحين لانتخابات 2019 التي أرادها الغنوشي على مقاسه دون اي اعتبار لراي هياكل الحركة المحلية والجهوية وتطورت الخلافات بأستقالة عدد من القيادات الجهوية ثم رسالة المائة واتهام الغنوشي بأحتكار الحركة وتحويلها إلى ملك عائلي ورفض ترشحه لرئاسة الحركة من جديد وتوجت هذه الخلافات باستقالة عدد من القياديين منهم عبد اللطيف المكي وسمير ديلو وغيرهما وتأسيس حزب جديد يقوده المكي وقد ازدادت مشاكل الحركة بغلق مقراتها وإيقاف قيادتها وهو ما لم تتوقعه الحركة بعد ان صعدت إلى الحكم وحولت البلاد إلى ضيعة خاصة يحكمها الحاكم بأمره راشد الغنوشي .
اي مستقبل ؟
تعيش اليوم حركة النهضة في مفترق طرق وهي مقبلة على عديد السيناريوهات فالسيناريو الاول هو التطبيع مع السلطة والتخلي عن القيادات التاريخية وتنظيم مؤتمر لتغيير قيادة الحركة والقطع مع أرثها الأخواني هذا ” القطع ” لا يمكن ان يكون الا مجرد واجهة لانقاذها موقتا , في انتظار مرور العاصفة كما يقول بعض قيادييها .
اما السيناريو الثاني فالعودة إلى السرية في انتظار أن تتغير المعطيات السياسية خاصة انها مازالت تحتفظ بجهازها السري وهي خبيرة بالعمل السري وتدربت قواعدها عليه.
والسيناريو الثالث الهجرة الجماعية لحزب عبد اللطيف المكي وهجر البيت القديم وهكذا تتعايش النهضة باسم آخر مع المعطيات الجديدة التي نجح مسار 25 جويلية في فرضها . ومهما يكون المستقبل فالثابت ان النهضة التي أرعبت التونسيين وسممت حياتهم وعطلت التجربة الديمقراطية بما مارسته من عنف وتكفير وتسفير وسوء إدارة قد انتهت بغير رجعة بعد ان تهرأت في أروقة الحكم .