منع فريق التلفزة الوطنية من دخول التراب الكرواتي لتغطية مباراة المنتخب التونسي لكرة القدم قامت السلطات الأمنية الكرواتية مساء السبت بترحيل فريق التلفزة الوطنية من مطار زغرب على نفس الطائرة الخاصة التي سافرعلى متنها المنتخب الوطني لكرة القدم إلى هناك حيث يجري بعد غد مباراة ودية مع المنتخب الكرواتي.
و يبدو ان السلطات الأمنية في المطار قد رفضت اعتماد جوازات السفر الخاصة ذات اللون الأحمر التي كان يحملها أعضاء الفريق التلفزي و هما صحفيان من بينهم محمد علي بوزقرو مقدم البرامج الرياضية و مصوّر، و أمرت الفريق بالعودة إلى تونس في سابقة هي الأولى في تاريخ المهمات الرسمية و مهمات العمل التي يقوم بها مسؤولو التلفزة و العاملون فيها حيث لم يسبق إرجاع فريق من التلفزة الوطنية على أعقابه و رفض دخوله إلى أي بلد. و
لئن لم تصدر التلفزة التونسية اي توضيح لما جرى و لم تتحرك لتفادي ترحيل الفريق أو هي فشلت في ذلك و عاد الفريق أدراجه و لن يتمكن بالتالي من تغطية استعدادات المنتخب للمباراة الودية هذه الليلة في برنامج الأحد الرياضي، فإن الشارع الرياضي التونسي يتساءل عن السبب الحقيقي الذي أدّى إلى منع الفريق التلفزي التابع إلى الوطنية من دخول التراب الكرواتي و بالتالي عدم تمكين المشاهد من المعلومة التي ينتظرها حول هذه المباراة و لاعبي المنتخب الذي سيكون في الأسابيع المقبلة أمام اختبار افريقي جدي في بطولة افريقيا للامم التي ستحتضنها مصر نهاية الشهر الحالي.
و يتساءل الشارع الرياضي ايضا عن غياب وزارة الخارجية أوسبب عدم توصلّها إلى حل يتفادى ترحيل فريق التلفزة الوطنية من مطار زغرب إلى تونس. هذا في صورة لو كانت الخارجية قد تدخلت فعلا أو علمت بالموضوع عن طريق إدارة التلفزة التونسية. خصوصا و ان جوازات السفر التابعة إلى الدولة التونسية العادية أو الخاصة أو الديبلوماسية معترف بها عالميا من جميع البلدان التي تربطها بتونس علاقات ديبلوماسية .
و يجد تساءل الشارع الرياضي مبرراته في كون جميع أعضاء الوفد التونسي قد دخل التراب الكرواتي عبر مطار زغرب بالوثائق المعروفة و بالاجراءات المتعارف عليها.
فهل يكون السبب عدم تعامل ادارة التلفزة التونسية بجدية مع هذه المهمة و ارتكبت بعض الإخلالات و تركت الفريق يواجه مصيره في كرواتيا بوثائق منقوصة؟
و هل نسقت التلفزة مع الجامعة التونسية لكرة القدم لتأمين هذه المهمة في الآجال المعقولة و مهما يكن من أمر فإن السلطات الكرواتية كانت حسب ما ورد على الفايسبوك من بعض أعضاء الوفد التلفزي التونسي متشددة للغاية مع فريق التلفزة الوطنية الذي استظهر بجميع الوثائق التي تثبت صفته الصحفية و لم يجتهد أمن مطار زغرب في تفهّم الموضوع و كان صارما في تعامله مع جواز سفر خاص لا يعلم به مسبقا و رفض كل تفاهم أو تفاوض مع الفريق التلفزي الذي قد يكون أيضا اصطدم بعامل اللغة و لم يعبر عن موقفه بالشكل الذي يمكن للطرف الآخر فهمه و الذي من المفروض عليه استقدام مترجم في مثل هذه الحالات.
و قد يكون الوفد التلفزي تخاطب بالفرنسية او الانجليزية مع الطرف الآخر و لكن المقصود لم يبلغ ربما لتشدد موقف الطرف الكرواتي.
و هنا يجوز التساءل هل تتولى وزارة الخارجية ارسال نماذج من جوازات السفر التونسية عن طريق الوسائل الديبلوماسية لإبلاغها إلى جميع المطارات في العالم ام يكون التعامل بالمواثيق الدولية ذات الصلة و من واجب الخارجية التونسية ان تبحث في الحادثة و ألا تتركها تمر دون إصدار موقف خصوصا لو تبين ان السلطات الكرواتية اخترقت العرف الدولي و المواثيق الدولية و منعت ظلما مواطنين تونسيين من دخول ترابها و حرمتها من واحد من اهم حقوق الإنسان و هو حرية التنقل و ستكون التلفزة أمام حتمية القيام بدورها كمرفق عمومي في إيصال المعلومة الى المشاهد و بالتالي ستعمل على ما يبدو على إيجاد كل الطرق لإرسال نفس الفريق التلفزي مجددا الى زغرب أو فريق آخر لو توفرت الرحلات المباشرة او عبر بلد آخر و هذا سيكلفها مصاريف اخرى ما كان لها لزوم لو تم التعامل مع الرحلة الاولى بالاجراءات المطلوبة.
و قد يصعب على التلفزة تأمين ذلك خصوصا و ان الجانب الكبير من التغطية كان متوقعا لمساء اليوم في الأحد الرياضي و قد لا يتوفر مجال للسفر الى كرواتيا في اليومين المقبلين.