اونيفارالاثنين يكتبها نور الدين بالطيب :مع بداية الخريف يتذكر التونسيون المآسي التي عاشوها في السنوات الأخيرة في بعض الجهات التي تسببت فيها أمطار الخريف في مآس وكوارث سواء في البنية الأساسية أو في الأرواح البشرية حتى تحوّلت المطر من نعمة وبشرى خير إلى نقمة بل رعب يصيب التونسيين بالهلع !
فوسائل النقل تتعطّل بسبب تراكم الأمطار وسيارات التاكسي تتبخّر وتصبح الحياة كابوسا وتكرّر هذا المشهد في العشرين عاما الأخيرة وهذا الرعب في الحقيقة بسبب الدولة والمواطن أيضا .
فهناك صفقات فساد في شبكات التطهير بين البلديات وشركات المقاولات ووزارة التجهيز والمجالس الجهوية فعدد كبير من هذه الصفقات لم تلتزم فيها شركات المقاولات بالمعايير والمطلوبة المنصوص عليها في كراس الشروط يضاف إلى ذلك أنعدام الصيانة هذا فيما يتعلّق بمسؤولية الدولة أما مسؤولية المواطن ففي عدم الحفاظ على نظافة المحيط وأحترام البيئة وألقاء الفضلات وبقايا حواضر البناء في أماكن غير مخصصة لها مما يتسبب في تعطّل قنوات التطهير وفيضانها مع قطرات المطر الأولى .
ولا ننسى كذلك البناء دون رخصة وفي مناطق مهددة بالفيضانات وهو ما يحول دون تهيئتها في مستوى قنوات التطهير والمياه فتكون عرضة لسيول المياه في أمطار الخريف التي تكون عادة أمطارا طوفانية .
حمى الله تونس و لتكن الأمطار المأمولة طالع خير على بلادنا بعد سنوات العطش والجفاف .