اونيفار نيوز- القسم السياسي :تحيي تونس اليوم ذكرى أعلان مجلة الأحوال الشخصية التي مثلت ثورة اجتماعية وثقافية بعد أيام قليلة من أستقلال البلاد وقبل اعلان الجمهورية وقد مثلت حدثا فارقا بل ثورة حقيقية ليس في تونس فقط بل في العالم العربي والاسلامي .
في بيئة فقيرة محافظة تغلب عليها الأمية والتقاليد المحافظة غامر الزعيم الحبيب بورقيبة بتحقيق مكاسب لم تكن تحلم بها المرأة أنذاك التي كانت مجبرة على الزواج غالبا دون رضاها وفي عمر الطفولة أما الطلاق وتعدد الزوجات دون حقوق معنوية ولا مادية فقد كان سمة الحياة التونسية وقتها مثل ما يحدث في العالم الأسلامي .
استلهم الزعيم بورقيبة أفكاره التنويرية خاصة من المصلح الطاهر الحداد الذي كان أول من دعا للتمكين الأقتصادي للمراة وتعليمها وتحريرها من التعسف الأجتماعي وقد عانى بسبب هذه الأفكار من التنكيل والحرمان من العمل وسحب شهادته العلمية واتهامه بالكفر . أحدثت مجلة الأحوال الشخصية ثورة في تونس وغيرت طبيعة المجتمع التونسي وريادة الحركة النسوية في تونس اليوم قياسا بدول عربية أخرى تعود أساسا إلى مجلة الأحوال الشخصية .
ورغم هذه المكاسب التي تعمقت أكثر طيلة سبعة وستون عاما وآخرها التناصف في الانتخابات مازالت المرأة تعاني ومازالت أصوات الرجعية مرتفعة فهناك من ينادي علنا بتعدد الزوجات لحل مشكل العنوسة كما انتشرت ظاهرة الزواج العرفي في حكم حركة النهضة ورغم ان القانون يمنعها بل يجرمها إلا أنها موجودة في الواقع وخاصة في الأوساط الشعبية كما تمنع الفتيات من مواصلة دراستهن في عديد الجهات الريفية خاصة اما بسبب الفقر أو بسبب أنهن كبرن ومكانهن البيت وكذلك تزويج القصر بضمان أبوي يضاف إلى ذلك هضم الحقوق المالية والتحرش الجنسي والعنف المادي واللفظي وهذه الظواهر تكشف انه لا تحرر للمرأة في ظل عقلية ذكورية مرضية مازالت لاترى في المرأة إلا متاعا للذة مهما كان شأنها العلمي أو الأداري .
فالطريق مازالت طويلة خاصة في ظل انتشار المدارس الدينية والتعليم الموازي الذي يؤسس لمجتمع آخر لا مكان فيه لحرية المرأة ولا لحقوقها . فالتعليم الموازي الذي تتحجب فيه الفتيات في عمر الست سنوات وعندما يكبرن قليلا يرتدين النقاب هو أكبر تهديد مباشر لحقوق المراة وللنظام الجمهوري والحريات الفردية وهو خطر داهم يهدد تماسك المجتمع التونسي .