أعتبر الرئيس السابق لجامعة منوبة الدكتور شكري المبخوت أن ما يحدث في الجامعة التونسية اليوم من حجب للأعداد و منع الطلبة من أجراء الأمتحانات بسبب الصراع بين الوزارة و النقابات هو جريمة لابد أن تتوقٌف و كتب تدوينة بعنوان “عن الجامعة التونسيّة و مأساتها اليوم”.
و هذا ما جاء فيها “على الجامعيّين أن يتكلّموا فقد بلغ السيل الزبى، انتهى وقت الصمت و لا يمكن للأقليّة ان تتحكّم في الأغلبيّة… لا وقت للفرجة بانتهازيّة من ينتظر مطالب لن تأتي :
* الجامعة العامّة للتعليم العالي تهدّ د بحجب أعداد دورتي التدارك رغم اعتراض عديد النقابات الجهويّة،
* جمعيّة إجابة امتنعت عن مدّ الإدارة بمواضيع الامتحان…
أقولها بوضوح هذه جريمة في حقّ الطلبة وعائلاتهم بصرف النظر عن المطالب و شرعيّتها و التفاوض و توقيته و حال الجامعيّين المادّيّة.
إنّ العمل النقابي الذي أعرف بعض خفاياه أيّام الاستبداد كان يقوم على الضغط و فتح منفذ للتراجع كلّما بلغ الأمر مرحلة هدم البيت على الجميع بما في ذلك خلال الإضراب الإداري سنة 2005 ضدّ عنجهيّة المرحوم لزهر بوعوني.
ما أراه من مزايدات و احتقار لأخلاقيات المهنة و واجبات المدرّس الجامعيّ و انضباطه للقانون و دفاعه عن جامعته و مؤسسته، و قبل هذا وبعده احتقار للطلبة و عائلاتهم باعتماد سياسة حرق المحصول حين يبلغ مرحلة الحصاد هو إجرام (نعم انتقي كلماتي بدقّة: إجرام و لا اسم آخر له) في حق الجامعة و طلبتها.
شيء من التعقّل رغم الجنون الذي أراه و العناد الذي سيندم عليه أصحابه ندما شديدا.
شيء من التعقّل فالاستقواء على حكومة ضعيفة في سنة انتخابيّة بسلاح حجب الأعداد او الامتناع عن واجب تقديم الامتحانات و تعامل الوزراة بأيد مرتعشة مع الملفّ لن بفضي إلى شيء فلن يربح النقابيّون ما يتوهّمونه و لن تكون في الوقت نفسه سنة بيضاء كما يعتقدون إلاّ لجزء ضئيل من الطلة و عائلاتهم.
الحلول موجودة لكن الإرادات ضعيفة و الحمق بلغ شأوا بعيدا وليّ الذراع لن يحقّق أيّ مطلب.
فهل يعقلون؟؟؟”