-
يَغْطُسُ “الديك الفرنسي” يوميا في وحل المشاكل الداخلية وفقدان الوزن خارجيا
تونس – اونيفار نيوز مرة أخرى يتأكد أن ” النموذج الفرنسي ” قد وصل إلى منتهاه و أنه لم يعد قادرا إلا على إنتاج الأزمات المتتالية و هو ما جعل عددا من المثقفين الفرنسيين يعتبرون، و منذ عقود، أن بلادهم قد تحولت إلى ” مجتمع مُعَطَّل” عاجز هيكليا عن التقدم و هذه حقيقة تكشفها الأرقام و المعطيات في كل المجالات علاوة على التوتر الإجتماعي الكبير الذي يتجلى في تتالي حركات الاحتجاج دون أن تقدر الحكومات المتعاقبة على إيجاد بدايات حل لمشاكل أصبحت مزمنة كالادماج الإجتماعي و وضعية الضواحي و التهميش الإجتماعي.
حادثة مقتل الشاب نايل أعادت إلى السطح كل هذه الملفات و لكنها كشفت أيضا المزيد من عجز الطبقة السياسية الحاكمة في فرنسا و ” نفاقها” الذي جعلها لا تجد من حلول إلا المزيد من تعبئة قوات الأمن و التضييق على تنقل الأفراد و تدفق الإنترنيت.
بيان وزارة الداخلية الفرنسية حول مواقع التواصل الإجتماعي يبدو أشبه بعملية نسخ و لصق لبيان وزارة مماثلة في دولة لم تعرف الديمقراطية يوما لأن كل مفرداته لا تحيل إلا إلى مقاربة أمنية فاقدة لكل جانب قيمي و لشعارت الأخوة و الحرية و حقوق الإنسان التي طالما تشدقت بها النخب الفرنسية بوصفها جوهر ” الاستثناء الفرنسي” المبهر. أساليب و مقاربات أقل ما يقال عنها أنها عالم-ثالثية وأنها دليل تراجع مكانة و حيوية ” الديك الفرنسي ” الذي ظل ، للأسف، يحاول الايهام أنه قدوة و لا يتورع عن تقديم الدروس للآخرين في حين تغطس قدماه يوما بعد يوم في وحل المشاكل الداخلية و فقدان الوزن خارجيا.