تونس – اونيفار نيوز في هذه الفترة من كل عام يتحدث البعض عن ذكرى ” تأسيس ” حركة النهضة في إحالة إلى ندوة صحفية عقدها يوم 6 جوان 1981 راشد الغنوشي و عدد من المحيطين به و أعلنوا خلالها عن ” تأسيس حركة الإتجاه الإسلامي ” .
و عمليا لا يمكن منذ ذلك التاريخ إلى حد الآن الحديث عن حركة سياسية مكتملة الملامح و تستجيب خاصة لشروط الحزب السياسى لأن ” الإتجاه الإسلامي ” الذي تحول في التسمية إلى ” حركة النهضة ” دون تغيير في المضمون ليس إلا كيانا أشبه للطائفة المغلقة التي يسيرها شخص واحد و هو راشد الغنوشي و التي تحركها غايات غير سياسية و خاصة ضد تطور المجتمع.
وهي فرع من تنظيم الإخوان المسلمين تخصصت حركة النهضة في معارضة كل رؤساء تونس من الحبيب بورقيبة إلى قيس سعيد و لم يسلم من نزعتها العدوانية حتى الرئيس الذي حالفها و هو الباجي قائد السبسي و هو ما يعني أنها ” مكلفة” بإثارة المشاكل و الأزمات. يكفي هنا أن نشير إلى أن الأزمات التي افتعلتها حركة النهضة جاءت دائما في وقت تكون إمكانية إحداث تطور في المشهد السياسي ممكنة و واردة بدءا من سنة 1981 وصولا إلى ما بعد 14 جانفي 2011.
و لا يقف إفساد حركة النهضة للحياة العامة في هذا الجانب بل هي التي أدخلت ممارسة العنف إلى الحياة السياسية و يكفي التذكير هنا بتفجيرات نزل المنستير و استهداف مبنى لجنة تنسيق باب سويقة بعبوات حارقة إضافة إلى الضلوع في الاغتيالات السياسية. ما هو أخطر من ذلك محاولة تقسيم المجتمع إلى مسلمين و غير مسلمين و هو ما يؤسس للعنف و للتراجع عقودا إلى الخلف.
التراجع عقودا كرسته الحركة بوضوح حين تولت في العشرية الأخيرة إدارة الشأن العام إذ أوجدت حالة من التراجع الشامل في جميع المجالات و هو ما يؤكد أن ” النهضة” ليست إلا أداة تحركها قوى دولية و إقليمية لإعاقة تطور المجتمع لا أكثر ولا أقل…
اونيفار نيوز