تونس – اونيفار نيوز الشريط السينمائي الجديد لكوثر بن هنية “بنات ألفة “الذي يشارك في مهرجان كان في المسابقة الرسمية أعاد السينما التونسية إلى الواجهة بعد سنوات طويلة من التراجع والمشاركة الشرفية في كان وأعاد إلى الذاكرة شريط “حكاية بسيطة كهذه “للمخرج الراحل عبداللطيف بن عمّار كما توّج مركز السينما العربية ثلاثة أفلام تونسية بجائزة النقّاد على هامش مهرجان كان .
هذا الحضور للسينما التونسية لا يعبّر عن واقع السينما التونسية التي تعاني من الكثير من الصعوبات فرغم وجود شبكة كبيرة من دور الثقافة والشباب والمراكز الثقافية الجامعية فلا توجد حركة توزيع حقيقية للأفلام التونسية في غياب قاعات السينما التي أندثرت في المدن الداخلية خاصة.
ورغم أن معظم دور الثقافة مجهّزة بآلات عرض متطورة إلا أنّها خارج شبكة التوزيع في الوقت الذي تستطيع أن تكون بديلا عن قاعات السينما وهذا يعود أساسا إلى غياب خطّة جديّة من وزارة الثقافة لنشر الثقافة السينمائية وأحياء شبكة نوادي السينما والسينمائيين الهواة وهي المدرسة التي تخرجّت منها أجيال ليس من السينمائيين فقط بل حتى من المثقفين .
وفي سنة 2010 أعدّ وزير الثقافة أنذاك عبد الرؤوف الباسطي خطّة لتحويل دور الثقافة وتهيئتها للعروض السينمائية جاءت “الثورة “ليقبر المشروع وفي 2014 وعد حزب نداء تونس بإنشاء 100 قاعة سينما في برنامجه الانتخابي لكن لم يتم أنجاز قاعة واحدة !
إن أحياء شبكة التوزيع السينمائي واعتماد دور الثقافة والشباب ومراكز التنشيط الجامعي كفضاءات للعروض السينمائي أولى من دعم المهرجانات السينمائية التي تكاد تكون في كل الولايات كجزء من ثقافة الواجهة التي لابد من القطع معها !