تونس – اونيفار نيوز لعله من مفارقات التاريخ أن تتزامن عودة سوريا رسميا إلى الجامعة العربية مع تتبعات قضائية وإيقافات لقيادات من حركة النهضة التي كان لها الدور الأساسي في قطع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا تنفيذا لتعليمات قطرية وهو ما ورط بلادنا في الأصطفاف وراء محور أعداء سوريا بعد أستقبال المؤتمر المشؤوم الذي رعاه الرئيس المؤقت منصف المرزوقي كما يشتبه في تورط حركة النهضة في تجنيد الشباب التونسي وتسفيره وهي أحدى الملفات التي اوقف من أجلها وزير الداخلية ورئيس الحكومة زمن الترويكا علي العريض .
لقد عادت سوريا إلى الجامعة العربية بعد أن أطردت منها منذ 2012 ورغم أن هذه الجامعة لم تعد تملك أي نجاعة ولا جدوى في جسد عربي ميت إلا أن هذه العودة لها دلالات رمزية كبيرة ويكفي أن نقرأ بيان الأدارة الأمريكية المنزعجة من هذه العودة .
لقد قدمت سوريا الكثير لتونس وخاصة للتلاميذ والطلبة التونسيين منذ أواخر الستينات إذ كانت دمشق مقصد الشباب التونسي الذي لم يجد حظه في المعاهد والجامعات التونسية فمئات المعلمين وأساتذة التاريخ والجغرافيا والعربية والفلسفة ومئات الجامعيين تخرجوا من الجامعة السورية كما أحتضنت سوريا فصائل المقاومة الفلسطينية.
وللأسف الشديد كانت تونس أول دولة عربية تقطع علاقاتها مع سوريا وأكثر دولة “جندت “الشباب لقتل السوريين وحمل السلاح ضد الجيش العربي السوري إذ كان التسفير سياسة دولة زمن الترويكا سيئة الذكر التي حكمت تونس في لحظة عبثية من التاريخ التونسي الغريب والعجيب .
أنتصرت سوريا في النهاية ودفعت ٱلاف الشهداء والمشردين والجرحى وٱلاف المنازل الٱمنة التي دمرها جنود داعش والنصرة وفيهم ٱلاف التونسيين الذين كانوا ضحايا ثقافة التكفير والقتل التي ساهمت حركة النهضة في نشرها وتشجيعها بل رعايتها .
أنتصرت سوريا بعد أثنى عشرة عاما من حرب طاحنة ألتقى فيها الجميع من الشرق والغرب ضد شعب محب للحياة قاوم ٱلة القتل والتخريب والدمار .