تونس – اونيفار نيوز تحيي تونس اليوم مع كل دول العالم عيد العمال وسط أزمة غير معلنة بين الأتحاد العام التونسي للشغل والحكومة من أبرز سماتها القطيعة بين الرئيس قيس سعيد وقيادة الأتحاد وتعطل المفاوضات بين المنظمة الشغيلة والحكومة مما أضطر الأتحاد إلى العودة إلى الأضرابات في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي لكن الحكومة لم تبدي أي تفاعل مع هذا الأضراب ولا مع مطالب الجامعيين.
لقد كان الاتحاد في البداية مساندا لقرارات الرئيس في 25 جويلية لكنه تباين مع الرئيس في الخطوات الموالية ولكن خطأ الأتحاد الأكبر ربما في تقدير الرئيس سعيد أنحيازه لمن سماهم نورالدين الطبوبي ب”المساجيين السياسيين “ووجه لهم التحية وهي رسالة ضمنية عن أصطفاف سياسي كان يفترض أن يكون بعيدا عنها ليحافظ على أستقلاليته خاصة أنه ليس حزبا سياسيا.
يحل عيد الشغل هذا العام والاتحاد ليس “أكبر قوة في البلاد “بعد أن كان مشاركا فاعلا في عشرية حكم الترويكا ونداء تونس وسبب تراجع شعبية الأتحاد يعود أساسا إلى الأضرابات خاصة العشوائية و أمعان نقابات التعليم في التنكيل بالتلاميذ أما بحجب الأعداد أو برفض تأمين المناظرات الوطنية (مناظرة السيزيام )وكذلك الأضرابات في قطاعي الصحة والنقل الموجهة أساسا ضد الفقراء الذين يستعملون النقل العمومي ولا يملكون الأمكانيات المالية للتداوي في المستشفيات العمومية .
فقد تحول بمثل هذه الأضرابات نضال الأتحاد من نضال من أجل تحسين الأجور وظروف العمل إلى تنكيل بالفقراء وهي المعادلة التي فشل فيها للأسف خلال العشرية السوداء خاصة كما سماها نورالدين الطبوبي .
فعدد كبير من التونسيين اليوم يشيطنون الاتحاد بسبب الإضرابات وحجب الأعداد التي تعد شكلا غريبا وعجيبا من أشكال “النضال “النقابي وما نحتاجه اليوم هو العودة إلى أسس العمل النقابي بعيدا عن الأصطفاف الإيديولوجي ونشر ثقافة العمل فتونس تحتاج إلى أتحاد قوي خاصة في غياب أحزاب قادرة على التعبئة والتأثيرفي الشارع وعلى قيادة الأتحاد مراجعة عميقة لأدائه ومواقفه خاصة بعد تعثر مبادرته التي يبدو أنها ستكون بلا أفق .