أونيفار نيوز – شؤون دولية تعيش السودان منذ عشرة أيام نزاعا مسلحا بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميرتي الذي كان تاجر أبل قبل أن يكلفه عمر البشير الرئيس السابق الذي أطاح به الجيش بقيادة ميلشيات الجنجويد في دارفور ويمنحه رتبة عسكرية رفيعة رغم عدم تلقيه أي تكوين عسكري . البشير منح قوات الدعم السريع الاطار القانوني ومكنها من المال والسلاح لتكون قوة موازية للجيش وهي استراتيجية اخوانية معروفة تقوم دائما على تأسيس الأجهزة الموازية لتحترق اليوم السودان بنيران هذا الجهاز الموازي الذي زرعه ورعاه نظام الأخوان .
الحرب اليوم في السودان تبدو حربا عبثية وهي تقترب من الحرب الأهلية فقوات الدعم السريع مدعومة من بعض القبائل كما تدعم أطراف أخرى الجيش الذي دعا المدنيين إلى دعم الجيش في “قوات شعبية “وهو ما يعني تأسيس ميلشيات أخرى على غرار الحشد الشعبي في العراق وبالتالي تفكك الدولة السودانية وانقسام المجتمع السوداني المنقسم بطبعه منذ سنوات جعفر النميري الذي تحالف مع الأخوان وأعلن تطبيق الشريعة الإسلامية بقص الأيدي وأخونة المجتمع والتعسف على الحريات وعدم مراعاة التعدد الديني والاثني في السودان ومنذ جعفر النميري حليف الأخوان بدأ سقوط السودان المعروف بتقاليده السياسية وتجذر الحياة الحزبية فيه من خلال وجود أحزاب عريقة مثل الحزب الشيوعي وحزب البعث والناصريين وحزب الأمة وغيرها .
تقف اليوم السودان في العاصمة بسبب نظام عمر البشير الاخواني الذي تبدو بصماته واضحة في هذه المحنة الجديدة التي يعيشها هذا البلاد القارة بشعبه الطيب المسالم وهو ما يؤكد أن كل بلد يحكمها الأخوان مٱله الخراب والحرب الأهلية فمنذ ثمانينات القرن الماضي وبعد تصدر الأخوان للمشهد السياسي لم تستقر الأوضاع في السودان والحرب المستعرة اليوم ستمتد نيرانها إلى بلدان الجوار وخاصة مصر المستهدفة من الأخوان وليبيا وتشاد لتزداد محنة القارة السمراء بملف حرب جديدة في بلد العباءات البيضاء والناس الطيبيين .
فبعد أن كان البرهان وحميدتي” أخوين “في حرب دارفور تحولا إلى عدوين في حرب عبثية وقودها دماء البسطاء .