تونس – اونيفار نيوز احتفل العالم أمس الأحد باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف وهو يوم يذكرنا بواقع مؤسف مرتبط بواقع الكتاب في تونس ونحن على أبواب معرض تونس الدولي للكتاب فمعدّل توزيع الكتاب في تونس من أدنى المعدّلات في العالم على الرغم من النسبة المرتفعة للنشر وعدد الكتّاب ودور النشر والدعم الكبير الذي تقدمه الدولة لدور النشر في مستوى دعم الورق وشراءات الدولة .
فتونس تعاني من حلقة مفقودة تحتاج إلى معالجة جذرية وهذه المعالجة لا يمكن أن تكون ناجعة ما لم تكن شاملة بدايةمن مستوى ما قبل الدراسة إلى الجامعة .
فالبرنامج المدرسي لا يشجّع التلاميذ على المطالعة والضوارب لا تشجّع أحدا على المطالعة فلا شيء مهم أكثر من المواد العلمية وحتى اللغات تراجع الأهتمام بها وهذا من أسباب فشل النموذج التربوي في تونس.
وإلى جانب البرامج المدرسية تعاني منظومة المطالعةالعمومية من عديد النقائص خاصة في البنية الأساسية فعديد المكتبات العمومية تفتقر إلى الشروط الدنيا للتشجيع على المطالعة فلا دورات مياه ولا شبكات أنترنات ولا أجهزة تدفئة وتبريد أما المكتبات المتجولة التي كانت تغطي كامل الأرياف بل حتى المدارس الابتدائية التي كانت تتنقل لها تراجعت نسبة التغطية أما لغياب الأطار (التقاعد ) أو لعطب الحافلات أو فقر ميزانية البنزين!
فالمطالعة في تونس مرتبطة أرتباطا عضويا بتوزيع الكتاب وهذا يحتاج إلى خطة وطنية حتى وإن أقتضى الأمر التشجيع على بعث المكتبات التي تبيع الكتب حتى تكون نقاطا لتوزيع الكتاب التونسي مع أنتاج برامج أشهارية عبر الإذاعات والفضائيات التونسية فمن المفارقات العجيبة في تونس غياب البرامج التي تعنى بالكتاب!