أونيفار نيوز – القسم السياسي كتب نورالدين بالطيب تمر اليوم الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة وسط موجة حنين لزمنه واستحضار لمنجزه في مختلف القطاعات مع زعامته المستحقة للحركة الوطنية رغم كل ما تعرض له من شيطنة وتشكيك حتى في وثيقة الاستقلال .
فمنذ أزاحته عن الحكم تعرض الزعيم الحبيب بورقيبة إلى “الاقصاء “لتغييبه عن الواجهة عبر مجموعة من الاجراءات أولها حذف عيد الثورة 18 جانفي 1952 التي فجرها بورقيبة حين عودته من المشرق العربي بعد خمس سنوات من الأقامة بعيدا عن تونس.
و قد أعلن الزعيم الكفاح المسلح الذي توج بالاستقلال الداخلي في مرحلة أولى والاستقلال الكامل في مرحلة ثانية كما تم ألغاء عيد النصر الذي كان يذكر التونسيين بالعودة المظفرة للزعيم والأستقبال التاريخي الذي خصه به التونسيون في غرة جوان 1955 أما عيد المرأة الذي كان انجازا فريدا لبورقيية فقد تم التقليل من دور الزعيم مقابل الحضور المبالغ فيه ليلى بن علي التي كانت تتصدر مشهد الأحتفالات بعيد المرأة !!!
لكن الهدم المنهجي لزعامة بورقيبة حدثت بعد 14 جانفي وقادتها حركة النهضة والقوميين وكلاهما لا يؤمن بالخصوصية التونسية التي ناضل من أجلها بورقيبة الذي كان سابقا لعصره ففي الوقت الذي كانت فيه الدول الحديثة عهد بالأستقلال تبحث عن تكديس السلاح كان الزعيم مشغولا بنشر التعليم والثقافة وتحديث العقليات والرهان على “ألمادة الشخمة “وتحرير المرأة وخلق الثروة والطبقة الوسطى وهي المكاسب التي مكنت البلاد من مواجهة مغول العصر الذين أستهدفوا منجزات بورقيبة لكنهم فشلوا والدليل تزايد الحنين إلى زمن الزعيم .
لم يكن بورقيبة زعيما سياسيا فقط بل كان صاحب رؤية أصلاحية وتحديثية ضد الخرافات والتواكل مؤمنا بدور تونس في التاريخ والجغرافيا رغم حجمها الصغير وقد حافظ على أستقلالية القرار الوطني ضد المحاور وكان زعيما من زعماء العالم في حجم نهرو وتيتو وغاندي وعبد الناصر .
رحم الله الزعيم الحي في وجدان شعبه رغم كل الطارئين على التاريخ .