تونس – اونيفار نيوز منذ أن قدُم المخرج مصطفى العقاد الذي أغتاله الارهابيون شريطه السينمائي الرسالة في السبعينات تحوُلت الفضائيات العربية إلى منصات لأنتاج ونشر ثقافة الأرهاب من خلال تمجيد التاريخ الأسلامي بل تقديسه دون أي مسافة نقدية ولا وعي تاريخي وقد أسس هذا الشريط إلى ظاهرة المسلسلات الدينبة التي نشرت خرقة داعش وحزب التحرير والتيارات السلفية على أنها راية الأسلام وكل هذه المسلسلات الدينية التي تتسابق الفضائيات العربية على أنتاجها في رمضان خاصة تفتقر في معالجتها الدرامية إلى الوعي التاريخي والسؤال النقدي وتجمع بين الأسلام كمعطى إيماني روحاني شخصي وبين تاريخ المسلمين بتحولاته السياسية والدرامية وما فيه من أغتيالات وحروب عبثية وتنكيل بالجثث .
فمن هذه الثقافة ولدت داعش وفي هذه المسلسلات وجدت الحركات الدينية منذ السبعينات الأرضية المناسبة لنشر مقارباتها السياسية القروسطية وفكرة الخلافة وتجريم القيم والمفاهيم المدنية والجمهورية .
ويكفي أن نتوقف عند شخصية السلفي أبراهيم التي يؤديها نضال السعدي في مسلسل فلوجة لنقف على خطورة الرسالة التي يقدمها سامي الفهري في ذات السياق فالنقاب نعمة من الله والسلفي طيب وأنساني وودود في مجتمع فاسد وظالم وهي نفس الأرضية التي التي راهن عليها بن علي في أواخر التسعينات في دعمه للسلفيين على أعتبار أنهم زاهدون في السياسة في مواجهة الاسلام السياسي ولم يكن يدري رحمه الله أنهما في نفس السياق ونفس الارضية وهو ما أكتشفه التونسيون فيما بعد ودفعوا ثمنه غاليا .
إن القطع مع هذه الثقافة في الوضع الحالي الذي تمر به المؤسسة التربوية وتراجع مستويات الأهتمام بالكتاب هو الباب الاول لحماية الناشئة من هذه الأطروحات التي تجعلهم خارج التاريخ والجغرافيا ومنقطعون عن العصر و خزان جاهز للتيارات المتطرفة .