في خضم هوس النهضة بالبحث عن العصفور النادر الذي ستدعمه في الانتخابات الرئاسية عصفور تتحكم فيه و تسيره من وراء ستار دون ان تكون في الواجهة اعتبارا منها من تجربة الاخوان في مصر.
و هذا المرشح لن يكون من قياداتها لانها تعلم انها حركة مكروهة و على فرض جازفت فان مرشحها لن يمر من الدور الثاني لأن الجميع سيقف ضدها خلف منافس مرشحها.
و ايضا فان فتح باب الترشح الداخلي قد يفتح تنافسا يمس من وحدة الحركة مع وجود عدة رغبات في الترشح مثل رغبة الشيخ عبد الفتاح مورو المستعد للترشح و هو قريب من التونسيين بماله من “كاريزمة” حتى كمستقل و هو ما لا تريده الحركة التي تحاول ان تظهر للعيان كحركة منضبطة و متحدة كالبنيان المرصوص.
اكثر من ذلك فان الشيخ راشد يعلم يقينا انه لا يوجد من بين قيادات الحركة من يقنع الشعب التونسي الذي لازال يبحث عن صورة الزعيم بورقيبة التي استنسخها سابقا الباجي ليكسب أصوات التونسيين.
الأكيد و ان النهضة قد سبق وان دعمت عصفورها النادر و ساهمت في صعود المنصف المرزوقي الى قرطاج و شواهد حوكمته ثابتة من الكتاب الأسود الى استقبال الإرهابيين و شيوخ الإرهاب الى خطاباته النادرة و نظرياته العجيبة كنظرية “الصباط و الكلاست”.
ما هو ثابت في قناعات الحركة ان الرئيس يجب ان يحمل عقلية “صبايحي” و “شاوش سلام عند سيدنا” أي بحالة ركوع تام و وفاء “لسلطة الفقيه” و احفاد البنا و ان تتاكد انه و في لتعهداته معها و شخصية معروفة في الخارج و قادرة على تسويق وجه جديد للنهضة المحاصرة دوليا و تئن تحت تهديد تصنيفها كحركة إرهابية.
و ايضا ان تكون له حظوظ انتخابية حتى لا تذهب مساندة الحركة هباء و حتى تكون له نوع من القوة الشعبية المنفصلة عن دعم حركة النهضة لأن ذلك يوفر له شرعية مركبة تجعله قادرا على الدفاع على تحالفه معها.
يبقى التساؤل هل الوجوه المترشحة للرئاسة تتوفر فيها مواصفات العصفور النادر ؟ الأكيد ان فصيلة العصافير المطروحة للدرس أمثال المنصف المرزوقي و نجيب الشابي لا تستهوي “زقزقتها” “الشيخ” و الاقرب الى قلبه قد يكون بعد الباجي قايد السبسي هو كمال مرجان الذي و لئن كان متاخرا في عملية سبر الآراء الا انه من الشخصيات التي يمكن ان تحضى برضا الخارج و الذي وان خسر جزء من شعبيته بسبب انبطاحه اللامشروط للنهضة الا انه يبقى من الخيارات المرة لدى الشعب التونسي.
لكن هل الى هذه الدرجة النهضة و هي تقدم نفسها على انها صانعة الألعاب في تونس قادرة على تحديد مصير شعب لم تقدم له سوى الوعود الكاذبة ؟ ام هي مناورة بعد ان تناقل العالم صورها و هي تحت سور الاليزي تستجدي رضا الطرف الفرنسي لتظهر انها قوية ؟ فالنهضة 2019 ليست نهضة 2011 فالصندوق الذي تتبجح بالتحكم في ماله قد يحمل له مفاجاة لم تخطر على بالها.
أسماء و هاجر