تونس – اونيفار نيوز تحيي تونس اليوم ذكرى الأستقلال وتستحضر سيرة الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة الذي قاد معركتي الأستقلال وبناء الدولة رفقة مجموعة من أنبل التونسيين الذين حلموا وسعوا إلى بناء جمهورية مدنية حديثة في محيط عربي معادي للنفس الأصلاحي والتحديثي .
لقد راهن الزعيم على التعليم وعلى ما كان يسميه ب”المادة الشخمة”المقصود به الذكاء التونسي وفهم مبكّرا أن التحديث غير ممكن دون تحرير المرأة وجعلها عنصرا فاعلا وشريكا في المجتمع كما راهن على المنظومة الصحية وتحديث المجتمع بنشر الثقافة الصحية فكانت قوافل التنظيم العائلي تتنقل بين الأرياف لنشر ثقافة “تنظيم النسل “في زمن كانت فيه الأمية طاغية بين التونسيين وخاصة التونسيات .
وبفضل رؤية الزعيم الاستراتيجية كانت تونس أستثناءا في محيطها العربي والإسلامي وبفضل هذه الرؤية صمدت تونس ولم تسقط رغم كل محاولات الذين جاءوا بعد 14جانفي من كهوف التاريخ لنشر منظومة أخرى معادية لمكاسب دولة الأستقلال مثل الزواج العرفي وإنهاء منظومة الصحة وتنظيم النسل والتعليم العمومي ونشر ثقافة الخرافة والتعليم الديني كمدرسة الرقاب واتحاد القرضاوي وعشرات المدارس القرآنية من الجنوب إلى الشمال .
فالأجيال التي درست في المؤسسات التي أسسها الزعيم ظلت ومازالت تقاوم ما يبشّر به القادمون من كهوف التاريخ .
ورغم أنه غادر الحكم دون مكاسب مالية ورغم ما قام به من أجل تونس تعرّض الزعيم المصلح خالد الذكر إلى حملات شيطنة من الأخوان والقوميين الذين لا يذكرون له حسنة واحدة ومن المفارقات أن الأخوان الذين سحلوا الناس في الشوارع والقوميين الذين يمجدون أنظمة حكمت شعوبها بأجهزة المخابرات التي كانت تنّكل بالمعارضين وتغاتلهم دون محاكمات يعتبرون الزعيم ديكتاتورا !!!
لقد كان الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة رغم كل الأخطاء التي حدثت في حكمه قوسا غير مسبوق في التاريخ العربي والإسلامي حوّل بلدا صغيرا ومتواضع الأمكانيات إلى نقطة ضوء في عالم عربي أسلامي تخيّم عليه الخرافة والتقديس المرضي للتاريخ دون أي نظرة عقلانية .
رحم الله الزعيم على قدر حبه لتونس وإيمانه بشعبها .