تونس – اونيفار نيوز يصعب تصنيف ” الاستقالة ” التي أعلن عنها منذ قليل وزير الداخلية توفيق شرف الدين. ذلك أن الحديث عن إمكانية انسحاب توفيق شرف الدين من الحكومة قد وقع الخوض فيه في كواليس الحياة السياسية في تونس منذ أسابيع.
تغذى هذا الحديث من أنشطة قام بها رئيس الجمهورية قيس سعيد في وزارة الداخلية و أهم مؤسساتها و غاب عنها توفيق شرف الدين علاوة على ” انسحاب ” لأيام من النشاط الحكومي. هناك من يرجع ذلك إلى أن توفيق شرف الدين لم يتمكن من تجاوز تأثير وفاة زوجته و من مخلفاتها النفسية و الاجتماعية . و يشير البعض الآخر إلى أن ” الشق الارتودكسي” داخل السلطة و الذي يمثله الخط اليساري قد ناصب توفيق شرف الدين العداء و اعتبره ” متطفلا” على مشروع الرئيس و أن ممثلي هذا الخط استغلوا جوانب من أداء توفيق شرف الدين لخلق فجوة بينه وبين رئيس الجمهورية.
و يبدو في هذا الإطار أنه وقع الإعتماد على ” تحفظات ” أبداها توفيق شرف الدين في نطاق ضيق على الأساليب المعتمدة في التعامل مع المعارضة و خاصة التساهل مع مسيرة جبهة الخلاص التي منعها الوالي لتأكيد أن أداء توفيق شرف الدين لا يتناسب مع ما يواجهه قيس سعيد من ” مؤامرات” .
و لكن تصريحات توفيق شرف الدين منذ أيام في بن قردان قدمت صورة رجل ” محارب ” مستعد للدفاع بكل ما أوتي من قوة على النظام و على قيس سعيد يضاف إلى ذلك استقباله منذ يومين لجوي هود ، السفير الأمريكي المثير للجدل، و الذي أثنى على أداء وزارة الداخلية علاوة على أن استقالة شرف الدين أتت بعد ساعات من اللائحة التي أصدرها البرلمان الأوروبي و التي تضمنت نقدا شديد اللهجة ضد تونس .
في كل الحالات لم يسبق أن شهدت تونس منذ الإستقلال استقالة وزير الداخلية و هو ما يعني أن ما سينتظر توفيق شرف الدين هو الذي سيحدد إذا كان الأمر ” إقالة ” أم ” استقالة “…تكليف توفيق شرف الدين بمهمة أخرى في الأيام القادمة سيعني أن قنوات التواصل لم تنقطع بين قيس سعيد و توفيق شرف الدين أما إذا واجه الرجل تجاهلا أو ” صعوبات ” فهذا يعني أن توفيق شرف الدين قد استقال فعلا و أن الاعتبارات العائلية ليست وحدها وراء الاستقالة.