أونيفار نيوز – القسم السياسي وجّه الأمين العام لاتحاد الشغل في كلمته في التجمّع الذي نظّمه الاتحاد و نقلته مباشرة كل من قناة الجزيرة و الزيتونة و كلاهما ابواق الاخوان ؛ تحية إلى المناضلين في سجن المرناقية وبالتالي يكون قد حسم الموقف واصطّف عمليا مع جبهة الخلاص وحركة النهضة وتكذيبه للاتهامات الموجهة لهم من تآمر على أمن الدولة وفساد وتبييض أموال .
في اتجاه متصل قامت النهضة بتعبئة كبيرة لأنصارها من أجل مسيرة الأتحاد ووفرت حتى الأقامة حتى يتمكنوا من حضور مسيرة جبهة الخلاص يوم الأحد. وهكذا تكون قيادة الأتحاد قد أختارت التموقع السياسي مع المعارضة بين جبهة الخلاص والخماسي وسيكون لهذا الأختيار ثمنه على تماسك المنظمة فكثيرون يرفضون تموقع الاتحاد مع حركة النهضة التي لا أحد ينسى تنكيلها بالنقابيين كما يرفضون دفاع الطبوبي عن مساجين المرناقية بمنطق التعميم ففيهم من تٱمر على الاتحاد وفيهم من توعد النقابيين بأشد ألوان التنكيل ولكن الطبوبي في حمى معارضة قيس سعيد نسي كذلك .
إن هذه الخطوة التي أقدمت عليها قيادة الاتحاد ستعمق أزمته الداخلية بعد أن فقد الكثير من حاضنته الشعبية بسبب أضرابات قطاعات النقل والصحة والتعليم الذي تنكل نقاباته بالعائلة التونسية وهي سبب رئيسي في أرتفاع نسب تلاميذ المعاهد الخاصة .
أعلن الاتحاد التعبئة وضمنيا المواجهة مع الرئيس قيس سعيد لكن نسيت قيادة الأتحاد معطى مهم جدا وهي أنها لم تعد تملك المصداقية التي كانت قيادات الاتحاد تتمتع بها سابقا كما لم يعرف الاتحاد في تاريخه الأزمة التي يعيشها داخليا بسبب تداعيات المؤتمر الأخير رغم أن القضاء أنصف الاتحاد إلا أن الشرخ عميق .
فالاتحاد لم يعد أكبر قوة في البلاد للأسف وهو ما سيؤثر كثيرا على التوازنات السياسية والأجتماعية في تونس لأن ضعف الاتحاد وتراجع وزنه ليس في صالح تونس .