تونس – “الوسط نيوز” – قسم الشؤون السياسية
عندما يتبنى الغنوشي خطاب الحركة الدستورية و الزعيم بورقيبة…
على عكس ما روجت له أجهزة الدعاية التابعة لحركة النهضة من وسائل أعلام مرئيّة و سمعية و صحف ألكترونية و ورقية و صفحات الفايس بوك عاد راشد الغنوشي من رحلته الباريسية بيد فارغة و أخرى لا شيء فيها.
رحلة سبقها فيديو تداولته بكثافة مواقع التواصل الاجتماعي يظهر امرأة تونسية توجهت مباشرة الى راشد الغنوشي بعبارات تعكس الدمار الذي لحق بالتونسيين بسبب حركة النهضة… ثم تلك الصورة التي ألتقطت للغنوشي و صهره تحت جدار وزارة الخارجية من بابها الخلفي في حين ظهر الغنوشي في الصورة الثالثة و كأنٌه في أستجواب أمني مع مسؤولان فرنسيان من الصف العاشر و في قاعة أصطفت الكراسي في زاويتها و كأنها “قاراج ” بما يدل على عدم أهمية اللقاء بالنسبة للجهة الفرنسية كل هذه المؤشرات تدل على أن هذه الزيارة التي أداها الغنوشي لم تجن منها حركة النهضة شيئا.
فزعيم حركة النهضة سافر الى فرنسا تحت عنوان أساسي هو محاولة أقناع بعض الجهات الفرنسية ببراءة حركته من الآنتماء الى التنظيم العالمي للأخوان المسلمبن التي تشهد عدٌة دول أوروبية مثل ألمانيا و النمسا و حتى فرنسا مبادرات برلمانية لتصنيف التنظيم كتنظيم أرهابي و كذلك الإدارة الأمريكية و بالتالي تصنيف كل فروعه و مشتقاته كتنظيمات أرهابية.
لذلك سعى الغنوشي الى أداء فروض الطاعة و الولاء الى حد الحديث عن العلاقات التاريخية بين تونس و فرنسا و القواسم المشتركة بين البلدين و التاريخ “الطويل” من التعاون و هو الخطاب الذي كان الغنوشي و أتباعه يعتبرونه خطاب الولاء للأستعمار و خطاب أيتام فرنسا و حثالات الفرنكفونية من خلال زيارة مكلفة جدا اداها دون أدنى دعوة رسمية و غير رسمية…
هكذا بقدرة قادر تبنى الغنوشي خطاب الحركة الدستورية و الزعيم الحبيب بورقيبة الذي كان يُؤْمِن أن عدو الأمس يمكن أن يصبح صديقا و يمكن التعاون معه بما يضمن مصالح تونس و سيادة قرارها بل أن زعيم حركة النهضة بالغ في التعبير عن الولاء و الطاعة فأمام التحوٌلات الدولية التي حسمت عمليا في أمر الأسلام السياسي و القناعة الثابتة لدىالقوى الدولية بعجز الحركات الاسلامية في أن تكون حركات تؤمن بالأختلاف و تحترم صندوق الآنتخابات و تؤمن بالمجتمع المدني لم يعد أمام حركة النهضة إلا الاستنجاد بفرنسا من أجل حماية حضورها في المشهد السياسي و تقديم الحركة و كأنها المؤتمنة على الأنتقال الديمقراطي…