تونس – اونيفار نيوز أعتقد أن الوقت قد حان للإعتراف بأن الديمقراطية، بما تتضمنه من حريات ونسبية وٱحترام للقوانين والمؤسسات، تجد صعوبة كبرى في تثبيت مقوماتها الأساسية في بلادنا، وذلك لسبب أساسي، أكدته الوقائع والأحداث التي شهدتها بلادنا طوال السنوات التي تلت سقوط نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، وهو أن قيمها لا يمكن لها إختراق عقول كلسها وجمدها وصادرها الخطاب الديني المتشدد، على إمتداد قرون متتالية، وفتاوي المشعوذين وٱنتهاكات تجار الدين، ومقاربات منظري التطرف والإرهاب، وتقودها النزعات العرقية والعشائرية والقبلية والجهوية، وتعبث بها جحافل الإنتهازيين الذين وجدوا في الفوضى والإنفلات مرتعا لٱقتراف أبشع الآثام، فحتى الذين يوصفون ب” النخب ” سقطوا في ذات الخنادق والمستنقعات التي تمرغ فيها العامة.
لقد حان الوقت لنعترف بأن إرتقاءنا إلى تلك ” المرتفعات التي تضيئها الشمس” أي الحرية والديمقراطية، كما وصفهما الزعيم البريطاني الراحل تشرشل، ما زال بعيد المنال، وان الطريق أمامنا طويلة ووعرة ومحفوفة بالصعوبات والعراقيل والمطبات والفخاخ.
إن مجرد الوعي بهذه الحقيقة والإعتراف بها من شأنه أن ينتشلنا من دهاليز الهوس الذي إستبد بنا، ويعيدنا إلى طريق الصواب، أي ذاك الذي يجنبنا السقوط في الأوهام، لأن البناء الديمقراطي السليم يبدأ من تغيير العقليات أولا، وهي مهمة شاقة لم ننطلق ، بعد، في تأديتها بالشكل المطلوب.
فلنبدأ من حيث يجب ان نبدأ، أي تغيير العقليات، فنتجنب، تبعاً لذلك، وضع سروج الفرسان على ظهور الأحمرة !!!