بعد أن شارك رئيس حزب المبادرة الدستورية الديمقراطية كمال مرجان جلسات هيئة الحقيقة و الكرامة التي قاطعها عدد من رؤساء و قيادات الأحزاب الدستورية خاصة و بارك أعمالها أصدر الحزب بيانا أدان فيه هيئة الحقيقة و الكرامة و أعتبر محاكمة الزعيم الحبيب بورقيبة أنزلاقا خطيرا و هذا نص البيان :
على إثر الإنحراف الخطير الذي انزلقت فيه هيئة الحقيقة و الكرامة عبر إثارتها محاكمة حقبة هامة من تاريخ تونس السياسي المعاصر و تعمّد الإساءة إلى المجاهد الأكبر الزعيم الحبيب بورقيبة قائد الحركة الوطنية و الكفاح التحريري و باني الدولة التونسية العصرية و رائد الإصلاح و الحداثة، فإنّ حزب المبادرة الدستورية الديمقراطية يعبّر عن امتعاضه الشديد لهذا الإنزلاق الخطير و محاولة الإنحراف المفضوح بمسار العدالة الإنتقالية، كما أنه :
– يندّد بالتوظيف السياسي المفرط للعدالة الإنتقالية و الزيغ بها بعيدا عن مقاصدها النبيلة الهادفة إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة باعتبارها الأرضية الأساسية لإنجاح مرحلة الإنتقال الديمقراطي،
– يعتقد أنّ إثارة مثل هذه القضايا في الظروف الإستثنائية الراهنة التي تمر بها البلاد لا يمكن إلاّ أن تؤجج الفتنة بين أبناء الشعب الواحد وتعمّق صراعاته في الوقت الذي يحتاج فيه جميع التونسيين والتونسيات إلى توطيد عرى الوحدة الوطنية والوفاق وقيم التضامن والتسامح،
– يعتبر أنّ المسألة المعروضة حاليا على ما يسمّى بالدوائر المختصة قد حسمها التاريخ عبر المصالحة بين طرفي النزاع السياسي داخل الحزب الدستوري سواء في العهد البورقيبي أو في مرحلة الرئيس السابق زين العابدين بن علي من خلال إعادة الإعتبار للزعيم صالح بن يوسف و استعادة رفاته و تكريم عائلته،
– يؤكد أنّ دراسة هذه المسألة وتحليل ملابسات تلك الحقبة التاريخية و تأثيراتها يعودان بالنظر أساسا إلى المؤرخين و المختصين و لا يمكن أن يكون مجالها القضاء.
إنّ حزب المبادرة الدستورية الديمقراطية، إنطلاقا من ثباته على المبدإ، ما انفك يدعو إلى ضرورة إنجاز المصالحة الوطنية الشاملة و العادلة عبر سنّ قانون جديد يضمن تحقيق هذه الغاية الوطنية النبيلة لما فيه خير تونس العزيزة و إدراك ما يصبو إليه الشعب التونسي من أمن و استقرار و مناعة دائمة.