في تعليق على زيارة راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الى العاصمة الفرنسية باريس, أعتبر أستاذ التاريخ المعاصر في المعهد العالي للتاريخ المعاصر الدكتور عميرة علية الصغير أن هذه الزيارة ستليها زيارة أخرى للولايات المتحدة الأمريكية لتجديد “البيعة” للقوى الأستعمارية معتبرا أن حركة النهضة ككل الحركات الأسلامية ولدت في حضن الأستعمار البريطاني و مازالت خادمة للقوى الأستعمارية و حارسة لمصالحها.
و هذا نص ما كتبه الدكتور عميرة علية الصغير :
أي مغزى و أي هدف لزيارة وفد الغنوشي لفرنسا ؟
الثابت و البديهي انه لا حاجة لفرنسا للغنوشي و وفده لزيارتها ولإقناع من يحكمها بحقيقة إخوان تونس. مخابرات فرنسا (كبقية مخابرات الدول الكبرى) تعرف حقيقة كل الفاعلين في تونس نهضة و غير نهضة ليس فقط تعرف تاريخهم بل حاضرهم و حتى ما في أدمغتهم و ليس فقط كتنظيمات بل كأشخاص أيضا.
معرفة الواقع السياسي و الجغرافي للدول و للشعوب هي أداة رئيسية للتحكم و في ما يخص جماعة “النهضة” (و غيرهم كذلك) فليس فقط تعرف فرنسا حقيقتهم عبر تقارير مخابراتها و دبلماسييها بل كذلك عبر مخبريها من المتعاونين من التونسيين و الذين يجهدون انفسهم لتقديم الخدمات بالمجان و من داخل الحركة ذاتها، مقابل فتات امتيازات و تسهيلات اما للاستقرار بفرنسا و بعث المشاريع و تهريب الأموال أو لتسهيلات الفيزا و التنقل واستقبال الابناء و الأسر…
فرنسا ككل الدول الكبرى و الدول التي تحترم شعوبها لها مصالح و ليس لها اصدقاء دائمين و من يؤمن بغير ذلك فلا دواء له لأن الغباء لا يشفى.
لذا انتقال الغنوشي لفرنسا، قبل أشهر على انتخابات مفصلية في تونس، هو للتأكيك لهذه الدولة على أنّ جماعة الإخوان هم دائما في خدمة مصالح الرأسمال الأجنبي و أنهم حماة لمصالح الشركات و الاستثمارات الفرنسية و الغربية بتونس القائمة منها و القادمة، المهم أن لا “تغضب” عنهم دول الاتحاد الأروبي و المهم ان تدعمهم للبقاء في السلطة و نترقب في الأيام القادمة تنقل الغنوشي او من يمثل جماعة النهضة للولايات المتحدة الأمريكية لتأكيد التبعية و تجديد التزام جماعة الإخوان للوبي الصهيوني فيها على مواقفهم الثابتة في الصمت عن جرائم اسرائيل و مجاراة عنجهية حكومة ترامب ضد الفلسطينيين.
جماعة الغنوشي لهم لهيب نار في مؤخراتهم زاد خاصة بما اضحوا مقتنعين به بفقدانهم المتزايد للأتباع في تونس تراجع عدد المضلّلين منهم و خاصة لأفول حكم الإخوان و فشلهم الذريع في كل من مصر وسوريا و السودان و ليبيا و تركيا و ما أضحت تتداوله وسائل الإعلام من أن جانبا كبيرا من أصحاب القرار في الولايات المتحدة هم مقرون العزم على تصنيف تنظيم الإخوان العالمي تنظيما ارهابيا.
جماعة الإخوان ولدت تحت جناح الاستعمار البريطاني و في خدمته و فروعها في العالم و منها تونس هم على سنة مؤسسي الجماعة، لا وطن لهم، وطنهم اين مصلحتهم، و التجارة بالمال و الدين عقيدتهم. تلك هي الحقيقة.