-
أمريكا فقدت الكثير من مصداقيتها بسبب وقوفها وراء 14 جانفي ودعمها للنهضة…!!!
تونس – اونيفار نيوز – كتب مصطفى المشاط الثابت أن الصدفة ممنوعة في سياسات الدول التي تخضع للمؤسسات و تحافظ على مصالحها الاستراتيجية. وهناك تقسيم أدوار من أجل تحقيق الهدف و هو ما تؤكده سياسات واشنطن في العالم و بالتالي في تونس.
و يؤكد ذلك أداء السفير الأمريكي الجديد جوي هود Joey R. Hood اليمين في نفس اليوم الذي صدرت فيه نتائج الانتخابات التشريعية التونسية. و مباشرة بعد التصنيف الجديد لMoody’s (Caa2 )…!!!
وبالرغم من المواقف الرسمية التونسية الرافضة لتعيينه سفيرا في تونس فقد قدم جوي هود Joey R. Hood أوراق اعتماده مباشرة إلى رئيس الجمهورية – بعد 48 ساعة فقط من وصوله إلى تونس – في موكب رسمي ضم كذلك السفير الصيني Wan Li الجديد… في حين باشر هذا الأخير رسميا مهامه منذ أشهر عديدة…!!؟؟
و كُنْتُ كَتَبْتُ يوم الإعلان عن تعيين جوي هود Joey R. Hood سفيرا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية في تونس أن “أمريكا عينت سفير حروب…” (تونس – اونيفار نيوز 21 ماي 2022). ولا يخفى على أحد أن قيس سعيد لم يتقبل بارتياح تعيين جوي هود Joey R. Hood في تونس و لكنه لا يملك جرأة رفض التعيين و هو ما سينعكس بكل تأكيد على تعامل الطرفين…!!!
و اذا كان البعض يتوهم أن التعيين اعتباطيا فإنه واهم في ذلك لسببين على الأقل.
* السبب الأول يتمثل في أن تونس كانت حاضرة دائما في الإستراتيجيات الأمريكية و ذلك منذ اربعينيات القرن الماضي و هذا الحضور ازداد بعد 14 جانفي 2011 الذي لم يكن له أن يكون لولا ” التورط الأمريكي ” في أعلى مستوى في التخطيط له و الانخراط الفاعل في انجازه.
و قد “راقبت” و”خططت” السفارة الأمريكية بتونس و دعمت أهم التحولات و أيضا الأزمات التي عرفتها تونس. و يكفي التذكير هنا بأزمة 26 جانفي 1978 و هذا ما تبرزه الوثائق الأمريكية المفرج عنها مؤخرا فضلا عن “تنظيمها” ل “7 نوفبمر”…!!!
اما عن ” الربيع العربي” فحدث و لا حرج . و تتباهى اوساط امريكية بنشر تفاصيل الدور الأمريكي….!!!
* * السبب الثاني يتمثل في أن لكل سفير أمريكي مهمة محددة يقع تكليفه بها. و جوي هود Joey R. Hood يذكرنا إلى حد كبير بروبيرت قوداك Robert F. Godec الذي حل بتونس في 2009 و كان دوره واضحا في دعم ” المعارضة ” في سعيها للإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي و قبله السفير بلترو الإبن Robert Halsey Pelletreau Jr الذي عُيِّن سفيرا لأمريكا في تونس قبيل 7 نوفبمر (تحديدا يوم 15 جوان 1987)…!!!
هناك نقاط التقاء بين قوداك/بلترو و هود و هو الانتماء للدولة العميقة في واشنطن و امتلاك تجربة واسعة في العالم العربي إلى جانب إتقان العربية و الفرنسية و التصرف بطريقة تتجاوز أدنى ما يتطلبه السلوك الديبلوماسي من تحفظ و لباقة.
على أن السؤال الذي يطرح نفسه هل أن واشنطن لا تزال اللاعب الوحيد في تونس؟
موضوعيا لا في ظل سعي الصين و روسيا خاصة للعب دور متقدم في شمال أفريقيا و هو ما يؤكده حضور شركة فاغنر و أيضا الجولة الأخيرة لمدير المخابرات الأمريكية وليام بيرنز في ليبيا و مصر . وهي الجولة التي حصلت قبل بضعة أيام فقط من وصول السفير الجديد جوي هود Joey R. Hood…!!!
و لكن ذاتيا يبدو أن قيس سعيد غير راغب في القفز إلى الضفة الأخرى وهو في ذات الوقت عاجز عن كسب ود واشنطن…!!
اما النهضة – الأداة الرئيسية لسياسات واشنطن – فقد لفظها الشعب التونسي كليا لأنها خربت في السنوات الأخيرة البلاد و فقرت التونسيين و نشرت الفساد و الإرهاب.
و لم تسلم من ارهابها حتى السفارة الأمريكية في تونس أين تبقى ” غزوة السفارة ” – زمن النهضة و الإشراف المباشر لأحد رموزها علي لعريض على وزارة الداخلية بالذات – لغزا لا بد من كشف أسراره و محاسبة مرتكبيه ..!!!؟؟
ان حركة النهضة تعرت كليا و اكتشف القاصي و الداني خطورتها و أصبحت منبوذة في المشهد السياسي بل مرفوضة بشدة و هو ما جعلها تفقد القدرة على تشكيل تحالفات علاوة على أن الانقسامات قد انهكتها و أضعفت صورتها بسبب ما انتشر فيها من فساد فضلا عن كونها لا ترتقي إلى أن تكون حزبا سياسيا… بل مجرد فرع من تنظيم عالمي لا أكثر ولا أقل…!!!
المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تجهل هذا المُعْطَى الموضوعي الذي جعل صورتها تهتز وتفقد الكثير من مصداقيتها. اذ أن المواطن التونسي أصبح يربط بصفة عضوية و مباشرة بين 14 جانفي- النهضة والدمار الذي لحقه ولحق بالتالي صورة أمريكا لدى الجميع…!!!
وهي تدرك جيدا ان بناء تونس الجديدة و المرحلة القادمة لن تتم الا بالقطع مع من دمرها….!!؟؟
مصطفى المشاط