تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
العمل على تأجيل الانتخابات بأي ثمن…
لأوٌل مرة في تاريخ الأحزاب السياسية في العالم ربما يستاء حزب سياسي من أتساع القاعدة الانتخابية !
نعم هذا ما حدث في تونس بعد اعلان الهيئة المستقلة للانتخابات عن حوالي مليون ناخب جديد مع دعوة عدٌة أحزاب للتمديد في أجال التسجيل و قد تصل القاعدة الانتخابية الى مليون نصف ناخب جديد قياسا بالانتخابات الماضية.
هذا الارتفاع في عدد المسجلين أزعج حركة النهضة فهي حزب عقائدي له قاعدته المعروفة و المنضبطة و سر قوتها تستمده أساسا من ضعف القاعدة الانتخابية آولا و من تشتت القوى الوسطية و عزوف المواطنين عن الانتخاب لذلك فازت في الانتخابات البلدية ب500 ألف صوت و هي نسبتها الحقيقية فبهذه النسبة الضعيفة من جملة حوالي 8 ملايين ناخب يفترض أن يشاركوا في الانتخابات نجحت حركة النهضة في الفوز بأغلب البلديات !
لكن مع ارتفاع عدد المسجلين لن تكون النهضة هذه المرة في المرتبة الاولى اللهم إذا حدث تدليس فهي لا تملك ألا 500 الف الذين صوتوا لها في البلديات يضاف الى ذلك تراجع شعبيتها بسبب الفشل الذريع في إدارة الملفات الأجتماعية و الاقتصادية فمنذ 2012 و هي المتحكم الفعلي و الوحيد في أجهزة الدولة و لا قرار غير قرارها و تدني نوايا التصويت لها ترجمة واضحة لغضب الشارع التونسي على الذين يدعون “الخوف من الله” فنسبة 18 بالمائة هي أقصى ما يمكن أن تحققه حركة النهضة في الانتخابات القادمة لذلك تبيٌن لقادتها اليوم أن استطلاعات الرأي تحتاج الى ضوابط ! أما عندما كانت هذه الأستطلاعات تضعها في المرتبة فلم تثر أي رد فعل بل كان الزرقوني و غيره محل تبجيل و تقدير و تنويه !
كلهم ضد النهضة
لقد أدرك التونسيون بعد أن انتهت نشوة الثورة و بعد الإستفاقة على الواقع المرير و المهانة غير المسبوقة التي تسبٌبت فيها النهضة للتونسيين ان تخليص تونس لن يكون ألا عبر صناديق الاقتراع و منح النهضة كحزب محافظ حجمها الحقيقي في المجتمع التونسي فأنصار النهضة اليوم ليسوا إلا أمتدادا للذين حاربوا الطاهر الحداد و سالم بوحاحب و الشابي و الحبيب بورقيبة و البشير صفر من روٌاد حركة الإصلاح و التنوير فهذا التيار المحافظ قديم في المجتمع التونسي لكنٌه أقلي و لا يمكن للأقلية أن تفرض رأيها على التونسيين . فهناك وعي كبير اليوم في الشارع التونسي و في النخب بضرورة بناء تحالف واسع ضد حركة النهضة لتخليص البلاد من نكبة الآسلام السياسي و ازداد خوف النهضة بأعلان الاتحاد العام التونسي للشغل بانه معني بالانتخابات بما يمثله من حاضنة شعبية و تتالي المبادرات المواطنية و عودة التجمعيين و الدساترة الى الفاعلية في الشارع بعد الخيبات المتتالية لمنظومة 14 جانفي التي يعتبرها المواطن البسيط المسؤولة على تدمير تونس إذ تضاعفت معدلات البطالة و الفقر و تراجعت الخدمات و تدمير التعليم و الصحة و النقل و انهيار الدينار و التجارة الموازية وا لأرهاب الخ…
و كل هذا السجل السلبي لمنظومة 14 جانفي يمنح أولوية كبيرة للدساترة للعودة عبر صناديق الآقتراع.
لهذا نفهم سر غضب النهضة و خوفها من الانتخابات التي يبدو أنها بدأت تعمل على تأجيلها بأي ثمن !