تفاعلا مع محاكمة الزعيم الحبيب بورقيبة اليوم كتب الدكتور أبراهيم بن مراد رئيس جمعية المعجمية تعليقا عن هذه المحاكمة التي أعتبرها مسرحية هزلية هذا نصٌها :
“محاكمة الزعيم الحبيب بورقيبة تصلح لان تكون مسرحية هزلية و لا تصلح لان تندرج في باب القضاء، و الاسباب كثيرة : من اهمها
(1) ان الداعين اليها و المتحمسين لها كلهم من تلموتورين الحاملين لحقد دفين و بغضاء مقيتة لدولة الاستقلال و رموزها الذين بنوها ؛
(2) ان من اهم غايات الدعاة الى هذه المحاكمة و المتحمسين لها التنكر لما حققته دولة الاستقلال من انجازات كان هؤلاء الدعاة انفسهم من المنتفعين بها و لكنه التعنت السياسي و العصبية المذهبية بعميان البصر و البصيرة معا فلا يري من يدعي السياسة ابعد من انفه ؛
(3) ان المحاكمة تتم لصالح شق واحد مع غض النظر التام عن دوره في الخلافات بين الزعيمين بورقيبة و بن يوسف ، و لا يمكن لاي عاقل نزيه ان ينفي او ان ينسى ان من اهم غايات بن يوسف و انف توصياته لاتباعه اغتيال الزعيم بورقيبة و هو يعتبر ذلك من باب الجهاد و البطولة و يعتبر الموت في مخاربة بورقيبة شهادة و قد كان على الدعاة الى المحاكمة ان يخجلوا من انفسهم و من دعواتهم الى الانتقام وهم يخفون نصف الملف؛
(4) ان القضية قد اثارتها جهة تسمى هيئة الحقيقة و الكرامة و قد اقيمت من البداية على الاستماع الى من تسميهم ضحايا دون ان تبحث في الجرائم التي عوقبوا من اجلها و لذلك كثر الضحايا من الاسلاميين خاصة و قد قدموا كلهم هد على انهم ابرياء لم يمارسوا العنف و لم يقتلوا و لم يثوروا على الدولة و نظامها.
و قد تابع الناس ما دعت اليه هذه الهيئة من تشكيك في دولة الاستقلال و استهانة برموزها و اهانة لهم تعصبا اما لليوسفية و اما للاسلام السياسي.
(5) العدالة الحقيقية هي التي تقوم على الانصاف و العدل و من الانصاف و العدل ان تبين في المحاكمة الاعمال الفظيعة التي قام بها بن يوسف و اتباعه ضد بورقيبة و ضد الدولة التونسية في مرحلة نشاتها.