أونيفار نيوز – ثقافة كتب نورالدين بالطيب عن منشورات باب الحكمة في المغرب صدر كتاب جديد للروائي حسونة المصباحي بعنوان “الرحلة المغربية “وهو كتاب يمكن تصنيفه ضمن أدب الرحلة الذي سبق لحسونة المصباحي أن كتب فيه مجموعة من أبرز أعماله مثل كتاب التيه الذي ضمنه خلاصة رحلاته وتجاربه ويوميات مونيخ والعودة إلى مونيخ وغيرها .
هذا الكتاب الصادر في 320 صفحة في طبعة أنيقة يمكن أعتباره بطاقة حب إلى المغرب التي عرفها المصباحي من خلال كتابها ومثقفيها قبل أن يزورها لأول مرة في صائفة 1979 لتبدأ علاقة عشق مع بلاد محمد شكري ومحمد زفزاف وعبدالله العروي وأدريس الخوري والطيب الصديقي وغيرهم من نجوم الثقافة والفن في المغرب .
المصباحي في كتابه تجول بين التاريخ والجغرافيا وتوقف عند بعض المحطات المهمة في تاريخ المغرب المعاصر مثل المحاولة الأنقلابية الفاشلة على العرش الملكي وتعامل الحسن الثاني مع معارضيه في آخر أيام حكمه وأعداد أرضية المصالحة التي واصلها نجله محمد السادس كما توقف عند النهضة التي تعيشها المغرب في السنوات الأخيرة مما مكنها من تحقيق نسب ومؤشرات تنمية متقدمة قياسا بالدول العربية الأخرى .
وأختار المصباحي أن تكون رحلته المغربية قراءة في المغرب من خلال كتابها ومفكريها من محمد خيرالدين الى محمد شكري إلى إدريس الخوري ومحمد زفزاف والطيب الصديقي وعبد الله العروي وحسن نجمي ومحمد بن عيسى الذي أسس مهرجان أصيلة الدولي الذي مازال يرعاه ويشرف عليه وغيرهم .
ولم ينس المصباحي الذي تجول بين أهم المدن المغربية الدار البيضاء الرباط فاس مراكش أصيلة طنجة ورزازت مكناس طنجة الخ ….أن يستحضر سيرة الكتاب الذين عاشوا في المغرب وكتبوا عنها .
الكتاب هو في حقيقته تحية إلى المغرب التي عشقها المصباحي وأصدر فيها عددا من كتبه كما يتردد بأستمرار على مهرجاناتها وخاصة مهرجان أصيلة ومعرض الكتاب الدولي كما حاز على جائزة محمد زفزاف عن مجمل أعماله .
الكتاب يمكن وصفه بأنه كتابة أخرى لتاريخ المغرب المعاصر من زاوية روائي وصحفي واكب تحوٌلات المشهد المغربي منذ سبعينات القرن الماضي إلى اليوم مرورا بتجربة اليسار المغربي في صراعه مع المخزن وتجربة الأنتقال الديمقراطي والمصالحة الوطنية التي رعاها العاهل المغربي الراحل حسن الثاني وكانت نتيجتها صعود الأتحاد الأشتراكي (يسار )إلى الحكم عندما تولى عبدالرحمان اليوسفي تشكيل حكومة التناوب في 1996 بعد حصول الحزب على نتائج متقدمة في الأنتخابات التشريعية ليكون أول رئيس حكومة يساري في حكم ملكي .
الكتاب رحلة ممتعة في تاريخ المغرب السياسي والثقافي والأجتماعي من خلال رؤية شخصية لكاتب عشق المغرب وأدمن زيارته .