أونيفار نيوز – ثقافة كتب نورالدين بالطيب أدت وزيرة الثقافة الدكتورة حياة قطاط القرمازي نهاية الأسبوع في أطار جولة في ولاية المنستير زيارة إلى قصر صقانس وأطلعت على الحفريات التي تشرف عليها الباحثة في المعهد الوطني للتراث الدكتورة هاجر عكريمي وقد تم العثور على ٱثار تعود إلى القرن السابع أو الثامن ميلادي ويرجح أنها بقايا قرية حرفية كما أطلعت على معرض شخصيات تروي التاريخ للفنان علي البرقاوي الذي ينتظر منذ سنوات أن يتمكن من طبع كتاب يتضمن بورتريهات لشخصيات تونسية خالدة لكن لم يجد الدعم اللازم لا من المؤسسات الخاصة ولا من الوزارة !
الوزيرة أطلعت على متحف بورقيبة الذي أفتتح كمتحف منذ عشر سنوات لكنه ظل متحفا لا يحمل من المتاحف إلا الأسم فما يوجد فيه هو قليل جدا مما يجب أن يكون فيه إذ تم نهب تراث الزعيم من ملابس وساعات ثمينة ولوحات تشكيلية وغيرها من متعلقات الزعيم حتى لم يبق فيه شيء .
وللحقيقة فإن هذا النهب المنظم لمتعلقات الزعيم كان في عهد بن علي أساسا حسب ما أكدته في وقت سابق حفيدته مريم بورقيبة إذ تم السطو على الكثير من الملابس والساعات الثمينة والهدايا التي قدمت له ولوحات تشكيلية وكتب كان الزعيم يقرأها بأستمرار وخطبه وصور .
هذا النهب طال أيضا الأقامات المحيطة بالقصر التي كان الرئيس الحبيب بورقيبة يستضيف فيها كل صيف عددا من الفنانين وفيها جداريات بأمضاء رسامين تونسيين وأجانب أقاموا فيها مثل علي بن سالم وزبير التركي وقد تحولت في فترة ما (لا أعلم إذا مازال حالها على ما كانت عليه قبل خمس سنوات )إلى فضاء للمنحرفين بل إلى مرعى كما تم تخريب المسبح الذي كان بورقيبة يسبح فيه يوميا وتقوم التلفزة بتصويره لتبدأ به نشرة الأخبار .
ما حدث لقصر صقانس الذي لم يبق منه إلا الأسم يرقى إلى جريمة دولة وزيارة الوزيرة هي محاولة لأنقاذ ما يمكن أنقاذه خاصة أنها وعدت بتخصيص ميزانية للصيانة .
الوزيرة وعدت بهذا وهي خبيرة في التراث ومن باحثات المعهد الوطني للتراث ولا شك أن نيتها صادقة لكن سبق لوزراء ٱخرين أن زاروا القصر وقدموا الوعود ولكن لم يتحقق أي شي وكأن هناك يد خفية تريد التنكيل بالزعيم حيا وميتا في الوقت الذي يمكن أن يحقق هذا القصر لو تمت صيانته بالقدر الكافي مداخيل تضاهي مداخيل متحف باردو خاصة أن يوجد في المنطقة السياحية الممتدة بين سوسة والمنستير .
فهل تكون هذه الزيارة بداية جدية لأعادة الأعتبار للزعيم من خلال متحف حقيقي يحمل أسمه ؟
نرجو ذلك .