تونس – اونيفار نيوز فقدت الحركة الثقافية مساء أمس أسماعيل حابة رئيس جمعية مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية وأحد مؤسسيه الذي تولى الكتابة العامة للمهرجان مع رئيسه التشكيلي الراحل يوسف الرقيق مؤسس المهرجان الذي ورثه حابة في رئاسة جمعيته وأدارته قبل عشر سنوات.
أسماعيل حابة المربي والناشط الثقافي منذ ستينات القرن الماضي كان حتى في حياة رفيق دربه الرقيق هو “دينامو “المهرجان عرف بجديته وحكمة التسيير وكان في كل عام يفعل المستحيل من أجل تنظيم المهرجان عبر “معارك “مع ولاة صفاقس ووزراء الثقافة والمستشهرين وهو ما سبب له مصاعب صحية أنتهت للأسف بوفاته على أثر سكتة قلبية ولا راد لقضاء الله ورحم الله أسماعيل حابة الذي حافظ على المهرجان وحصنه وعمل على تطويره كمؤسسة تتجاوز الأشخاص .
عندما علمت بنبأ وفاته وانا في بيروت تذكرت آخر لقاء معه في المحرس في بداية شهر سبتمبر الماضي إذ أسر لي بأنه يحلم بمغادرة أدارة المهرجان لأن الحياة لا تتوقف على أحد ولابد من أن يأتي جيل آخر يواصل المسيرة ويحمل المشعل لكنه كان خائفا على المهرجان وقد سعى إلى عقد جلسة أنتخابية للجمعية تأجلت أكثر من مرة إلى أن نظمها بمن حضر وشاءت الأقدار أن يرحل بعد عقد الاجتماع الأول أمس لبداية الأعداد لدورة 2023!
وبرحيل أسماعيل حابة نتذكر الجيلاني الدبوسي الذي توقف برحيله مهرجان الجاز في طبرقة بعد سطوة الثورجيين وتوقف مهرجان سوسة الدولي لسينما الطفولة والشباب بعد أنسحاب نجيب عياد قبل وفاته وتراجع عديد المهرجانات الأخرى بعد رحيل أو أنسحاب الذين منحوها أجمل سنوات حياتهم .
صحيح أن مهرجان المحرس الدولي كما غيره من المهرجانات لا يتوقف على أسماعيل حابة رحمه الله كما لم يتوقف على يوسف الرقيق مؤسسه الأساسي ولكن ستكون هيئة الجمعية أمام أمتحان كبير للحفاظ على المهرجان وضمان أستمراريته وهذا يذكرنا بكل المهرجانات التي تراجعت أو أندثرت بعد رحيل الكبار أو أنسحابهم.
فالتطوع في خدمة الثقافة و”الكاريزما “وإدارة الخلافات ونرجسية المبدعين ليست متاحةلأي كان .
رحم الله أسماعيل حابة رحيله خسارة ليس للمحرس بل لتونس فقد كان المهرجان الذي أداره طيلة ثلاثين عاما تقريبا علامة ونجمة في سماء تونس .
رحم الله أسماعيل حابة على قدر حبه لتونس والثقافة والتقدم والتحديث .