تونس – أونيفار نيوز مازالت نسبة المقاطعة المرتفعة للانتخابات تثير الجدل في الشارع السياسي ورغم محاولات حركة النهضة وجبهة الخلاص نسبة هذه المقاطعة لنفسها إلا أن الحقيقة غير ذلك فالتونسيون الذين قاطعوا الانتخابات كان في الحقيقة يقاطعون الطبقة السياسية التي هيمنت على الرأي العام طيلة عشرية كاملة .
وهذه المقاطعة التلقائية هي رسالة إلى الأحزاب السياسية لأعادة النظر في علاقتها بالشارع والمواطنين فالأحزاب الحاصلة على ترخيص قانوني يصل عددها إلى حوالي 250حزب لكن الأحزاب الموجودة فعليا لا تتجاوز عدد أصابع اليد وحتى هذا العدد القليل منها لا نجد منه إلا ثلاثة أحزاب لها حضور فعلي وخاصة حزبي حركة النهضة والدستوري الحر فلهما أمتداد في كل الجهات ولهما مقرات في كل المعتمديات وهو ما تفتقر له بقية الأحزاب التي لا تملك أكثر من “الباتيندة”والحضور في بلاتوهات الأعلام .
فضعف الأحزاب ومحدودية حضورها في الشارع خطر يهدد التجربة الديمقراطية لأن الأحزاب لها دور أساسي في تأطير المواطنين ونشر ثقافة المواطنة والمشاركة في الشأن العام .
فحتى الأحزاب التي رفعت شعارات حراك 25 جويلية لم نعد نر لها أي وجود فعلي في الشارع فتونس تعيش مرحلة تحول كبيرة في مستوى الأحزاب السياسية إذ أندثرت الأحزاب التي كان لها دور في السلطة بداية من أنتخابات 2011مثل حزب المؤتمر والتكتل ونداء تونس وتحيا تونس ومشروع تونس كما أندثرت الجبهة الشعبية ولن يكون مصير جبهة الخلاص أفضل من مصيرها !
فمقاطعة التونسيون للانتخابات هي درس ورسالة على الفاعلين السياسيين فهمها وقراءة مضامينها حتى يعدلوا البوصلة ويكفوا عن الحديث بأسم الشعب التونسي .