تونس – اونيفار نيوز كلما شهدت الساحة السياسية والشارع بصفة عامة إضطراما للجدال حول التصريحات الإستفزازية ذات النغمة الفلكلورية والشعبوية “للقادة السياسيين” في هذا البلد المنكوب، إلا وتذكرت العداء الجمايكي الشهير أوسين بولت الذي دأب على تلطيخ بطولاته الأولمبية بتصريحاته ومواقفه وحتى رقصاته الهستيرية التي دفعت رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إلى انتقاده بشدة وتهديده بتجريده من الألقاب التي فاز بها.
لا شك أن العديد من السياسيين يسقطون أحيانا في مستنقع الشعبويات التي تعود عليهم بالوبال في أغلب الأحيان، كما حدث للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الصغير الذي إحتفل بسقوط الآلاف من المدنيين العراقيين الأبرياء ضحايا الطائرات والصواريخ والقنابل الأمريكية، بظهوره الفلكلوري في زي رياضي وهو يداعب كلبه في حديقة منتجع إستراحته بتكساس، مما أثار ضده شرائح عديدة من الأمريكيين الذين رأوا في سلوكه ذاك إستهدافا لصورة بلدهم الراعية لحقوق الإنسان، وقبله ظهرت المرأة الحديدية البريطانية الراحلة مرغريت تاتشر في ثياب عاملة التنظيف مباشرة بعد سحقها للقوات الأرجنتينية في جزر المالوين المتنازع عليها، مما أثار ضدها زوبعة من ردود الفعل العنيفة لأنها أهانت عمال وعاملات التنظيف، وٱعتبرت أن الإنتصار على الأرجنتين ممكن حتى بمثل هؤلاء العملة البسطاء ، والأمثلة عديدة ومتنوعة.
كل هؤلاء تعرضوا للنقد اللاذع من أنصارهم وخصومهم على حد سواء لأنهم إنزلقوا في متاهات الشعبوية المبتذلة والإستفزاز المجاني، ولكنهم إعتذروا لشعوبهم ولم يفعلوا كما فعل ويفعل “القادة السياسيون” في بلادنا ولسان حالهم يردد :” لن أتغير كي أصبح الشخص الذي يريده الناس “!!!
إنه الهروب الهستيري إلى الأمام، فحتى الشعبوية لها خطوط حمراء لا يمكن للسياسي تجاوزها. إنه الغباء السياسي في أرذل مظاهره.