تونس – “الوسط نيوز” – قسم الشؤون السياسية
-
هل أعادت عبير موسي ل”الدساترة” مكانتهم…!!؟؟
-
من يضمن توحيد “الدساترة”…!!؟؟
لم يتعرٌض فصيل سياسي الى الشيطنة التي تعرّض لها التجمعيون و الدساترة في الشارع التونسي و بين النخب و بعد ثماني سنوات من الهرسلة و الشيطنة و بعد مسلسل من المحاكمات و التتبعات القضائية نجح التجمعيون من خلال شبابهم خاصة من قيادات طلبة التجمٌع في أفتكاك مواقع هامٌة في الجهاز التنفيذي ولاة معتمدون اول معتمدون وزراء كتاب دولة مستشارون في دواوين الوزراء مديرون عامون… و في قيادة عدد من الأحزاب الفاعلة في المشهد السياسي.
في كل مكان !
في الوقت الذي مازالت بعض القوى السياسية و النقابية من نقابيين و يساريين و قوميين و اسلاميين و حقوقيين يشيطنون زمن بن علي و منظومته و الرجال و النساء الذين حكموا معه نجد عددا كبيرا منهم قد عاد الى الحكم و يكفي أن نذكر هنا الوزراء كمال مرجان نزيهة العبيدي هشام بن أحمد رضوان عيارةً محمد زين العابدين حاتم بن سالم عبدالكريم الزبيدي و كاتب الدولة عادل الجربوعي…
و لا يوجد وزراء بن علي فقط بل نجد عددا من طلبة التجمٌع ولاة و مديرين عامون و معتمدون اول مثل عادل الخبثاني و الي صفاقس و والي سيدي بوزيد محمد صدقي بوعون و والي الكاف منوٌر الورتاني و والي توزر أيمن البجاوي و والي بن عروس علي بن سعيد الذي قضى عشرون عاما نائبا في برلمان بن علي و والي جندوبة علي المرموري الذي و إن لم يتحمٌل مسؤوليات تجمعية إلا أنٌه كان مندوبا للثقافة في تطاوين و القيروان و المنستير زمن بن علي و الشاذلي بوعلاق الذي عمل معتمدا طيلة سنوات زمن بن علي و نجد أخر والي على قبلي محمود سعيد القيادي في حزب “البديل” و والي المنستير أكرم السبري و أيمن بوهلال المعتمد الأوٌل في الكاف و محمد حافظ الشريف اخر و الي في القصرين قبل 14 جانفي و الرئيس المدير العام الحالي للشركة التونسية للملاحة و عشرات المستشارين في الوزارات.
قياديون في الأحزاب
حضور التجمعيين و خاصة طلبة التجمٌع لافت للأنتباه في الأحزاب فحزب نداء تونس الحاكم نظريا يقوده ثنائي من قيادات طلبة التجمٌع و هما سفيان طوبال و عادل الجربوعي كما يقود حسونة الناصفي حزب مشروع تونس كأمين عام و هو من طلبة التجمٌع أيضا و الحزب الدستوري الحر الذي تقوده عبير موسي و التي يرجع لها الأمتياز و كانت جرعة الجرأة و ثباتها على نفس المبادئ بمثابة نقطة تحول محددة لما يعيشه اليوم مجموع الدساترة و حزب تحيا تونس أخيرا الذي يشكل التجمعيون و الدساترة عموده الفقري بزعامة كمال الحاج ساسي و فيصل الحفيان و هو من طلبة التجمٌع أيضا و نزيهة زروق عضو الديوان السياسي للتجمع و أليفة فاروق و مبروك الخشناوي و كمال الحمزاوي و محمد الراشدي و خليفة الجبنياني و رضا بوعجينة و عشرات غيرهم من الوجوه التجمعية الذين تولوا وزارات و معتمديات و ولايات وأعضاء مجلسي المستشارين و النواب و سمير العبيدي من وزراء بن علي.
و الى جانب أحزاب نداء تونس و مشروع تونس و تحيا تونس و الحزب الدستوري الحر هناك حزب أخر يسيطر عليه التجمعيون خاصة بعد إلتحاق فوزي اللومي به و تولي رئاسة مكتبه السياسي و هو البديل التونسي فأنتقال اللومي الى البديل التونسي هي رسالة مشفرة التجمعيين الذين مازال عدد كبير منهم بعيدا عن المشاركة السياسية مكتفيا بالآنتظار.
و قد برز حجم الدساترة في العديد من المناسبات لعل اخرها افشالهم للجلسة الختامية الأولى لمؤتمر تحيا تونس التي حضرها عدد هزيل… قبل الحصول على ضمانات حقيقية و العودة إلى المشاركة في اختتام المؤتمر.
تحالف تجمعي
المؤشرات الأولى للمشهد السياسي تؤكد أن الأنتخابات القادمة ستكون المنافسة فيها بين قطبين العائلة الدستورية و العائلة “الأسلامية” في صورة ما اذا لم تحصل في الأثناء تطورت دولية و اقليمية بعلاقة بتنظيم الأخوان المسلمين فبعد الخيبة الكبرى التي أصابت التونسيين خلال حوالي عشر سنوات من “الثورة” سقطت كل الشعارات الثورية على أرض الواقع و تراجع كل شيء في حياة التونسيين و انتهت نشوة الثورة و ذبلت كل الشعارات البراقة.
فالدساترة سيدخلون هذه الانتخابات بأتفاقيات ضمنية سواء قبل الانتخابات أو بعدها و يملكون رصيدا من أنجازات الدولة الوطنية رغم كل هفواتها و نقائصها في حين لا يملك الأسلاميون شيئا يمكن أن يتباهوا به عدا ما عاشه التونسيون من ارهاب و فقر و فساد مضاعف و محسوبية و تخريب للإدارة و نهب للمالية العمومية غير مسبوق.
و الى جانب الدساترة و النهضة سيحاول اليسار و الديمقراطيون تجميع صفوفهم من أجل جبهة تقدمية واسعة لكن كل تجارب محاولات التجميع فشلت سابقا و حظوظ نجاحها مستقبلا مشكوك فيها. فحتى تجربة الجبهة الشعبية الناجحة نسبيا قد لا تتكرٌر في الآنتخابات القادمة.
فهل ينجح طلبة التجمٌع في ما فشل فيه قياداتهم الذين لاذوا بالصمت و الفرار و الخضوع للابتزازات بعد سقوط نظامهم و فيهم من أنقلب و أصبح ثوريا مثل محمد الغرياني الأمين العام للتجمع المنحل ؟!
هي مجرٌد قراءة و أسئلة في آنتظار الآنتخابات ليتأكد الدساترة أن تشتتهم يحولهم إلى لقمة سائغة و فريسة… و أن تحالفهم مع عدو الأمس لن يجلب لهم سوى الضعف و الهون و يبقى التجميع و نبذ الزعاماتية هي السبيل الوحيد لهم…