تونس – اونيفار نيوز لأول مرّة يشارك رئيس تونسي في قمّة دولية مخصصة لدراسة العلاقات العربية مع الصين وهي خطوة لابد من تثمينها فلابد من تنويع العلاقات التونسية وعدم الاقتصار على علاقاتنا التقليدية مع الأتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية خاصة أن الصين تحوّل إلى عملاق أقتصادي أصبح له حضور قوي في أفريقيا وتملك بلادنا كل المقومات لتكون بابا إلى أفريقيا التي تمثّل خيارا أستراتيجيا للصين .
تونس تحتاج إلى فتح الباب إلى الاستثمارات الصينية خاصة في باب المشاريع الكبرى في البنية الأساسية مثل تجديد السكك الحديدية والناقلات والطرق السيارة وتعصير المؤسسات الصحية واحداث مركبات شبابية وثقافية في الجهات الداخلية غرار ما أنجزته الصين في المنزه السادس قبل سنوات ومؤخرا في مدينة بن عروس .
ولكن الصين ليست بلدا خيريا فلها مثل أي دولة وخاصة الدول العظمى مصالحها وخياراتها وعلينا أن نجيد التعامل معها بما يضمن أولا مصالحنا العليا وثانيا بما يجعلنا مستقلين عن سياسة المحاور بين الشرق والغرب فإلى حد الآن مازال الميزان التجاري مختلا في علاقتنا مع الصين التي تغرق سلعها أسواقنا وهو ما ساهم في تدمير الصناعة الوطنية خاصة في مجال الجلود والنسيج وهما من القطاعات التي كانت أساس الصناعة الوطنية .
وقبل الحلم بالاستثمارات الصينية التي تصورها بعض الأحزاب وكأنها جنتنا الموعودة لابد من إعادة الأعتبار لقيمة العمل وتخليص الأدارة من البيروقراطية ومراجعة تشريعات الاستثمار فنحن من نملك النهوض ببلادنا وإذا غابت الإرادة لن تنقذنا لا الصين ولا فرنسا ولا الولايات المتحدة الأمريكية ولا دول الخليج .
وحدنا من نملك حظوظ النجاح أو الفشل في أنقاذ تونس من الهاوية التي سقطت فيها إلى حد أصبح فيه الوصول إلى مؤشرات التنمية في 2010 حلما بعد أثنى عشرة عاما من الصعود إلى الهاوية !