تونس – اونيفار نيوز تمثل الدورة الثالثة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية مناسبة لتقييم التجربة المسرحية التونسية سواء في مضامينها أو في جانبها الهيكلي والتشريعي .
فالمسرح التونسي الذي أستعاد حضوره العربي بجيل جديد من المسرحيين يعاني من مشاكل حان الوقت لتناولها بجدية وشجاعة فهذه التتويجات والجوائز وهذا الكم الكبير من الأنتاج المسرحي هو الشجرة التي تخفي الغابة .
فإذا أستثنينا مهرجانات المسرح التي يتابعها غالبا جمهور محترم فإن معظم العروض التي تشتريها الدولة (عروض منتقاة )تتم أمام كراس فارغة ولا تبذل المندوبيات في معظم الوقت أي جهد دعائي وكأن هذه العروض واجب ثقيل لابد من الإيفاء به !
فوزارة الثقافة هي المنتج الوحيد والموزع “الحصري “للمسرح التونسي فلا وجود للبلديات ولا لجمعيات المجتمع المدني ولا لمؤسسات أقتصادية لا عمومية ولا خاصة تعاضد جهد الوزارة التي تعاني بدورها من شح الميزانية مما ترتب عنه تراجع عدد العروض المدعومة وسقف الدعم المالي في مستوى التشجيع على الأنتاج فالمسرحيون يحتجون اليوم على عدم حصولهم على مستحقات عروض قدموها في الربيع كما أن مراكز الفنون الدرامية والركحية لم تصرف لها ونحن في نهاية السنة المالية إلا نصف ميزانياتها !
إن المسرح شأن مجتمعي وليس ثقافي فقط وهو ليس شأن وزارة الثقافة فقط وما لم تنخرط وزارات المرأة والشباب والتربية والتعليم العالي والبلديات فلن يصلح حال المسرح التونسي وستبقى التتويجات والمهرجانات مجرد شجرة تخفي الغابة !