تونس – اونيفار نيوز يقول المثل الفرنسي المتداول ” اللباس لا يصنع الراهب ” بمعنى، في السياق التونسي الراهن، ليس كل من ارتدى جبة شيخا ولا كل من غطت رأسها بخمار أو نقاب هي إمرأة متدينة، والعكس بالعكس، فالسافرة ليست بكافرة، واللباس الإفرنجي بما فيه ربطة العنق لا يعني الإلحاد والخروج عن الملة ! ومازالت الذاكرة الشعبية تحتفظ بصورة بدت صادمة بعد حراك الرابع عشر من جانفي 2011 ببضعة أشهر، وتتمثل في جلوس غلاة العلمانيين، بجبابهم وعمائمهم، في رحاب جامع عقبة بالقيروان بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي، إلى جانب قادة التنظيمات الإسلامية الذين تعمد أغلبهم إرتداء اللباس الإفرنجي !!!
فالعلمانيون حاولوا إيهام التونسيين بأنهم ” متدينون ” ، والإسلاميون سعوا إلى التأكيد على أنهم ” مدنيون ” !!! لكن الشعب التونسي لم يغتر بما كانوا يفعلون ولم تنطل عليه المسرحية الإستعراضية المزدوجة.
لا شك أن وراء القادة الإسلاميين طواقم متمرسة من خبراء الإتصال الأجانب، يعملون على إظهارهم في مواقف مثيرة للإنتباه ومنسجمة مع أهواء الناس المستهدفين إنتخابيا بالخصوص. ولا شك أيضا ان الأموال المتدفقة على التنظيمات الإسلامية يسرت بشكل كبير التعاقد مع مثل هذه المكاتب الإتصالية الأجنبية، لكن النتيجة المأمولة لم تحصل، وتأكد كل التونسيين أن اللباس، مهما كان مخادعا، لا يصنع المتدين التقي والورع، كما لا يصنع أيضا اللائكي المدني.