بدأ السباق بين القنوات على اشده لمتابعة البرامج و المسلسلات الرمضانية لكن منذ اليوم الأول أصيب المشاهد بخيبة امل بسبب ما تضمنته بعض المسلسلات من مشاهد عنف و كلام مبتذل و خمر و مجون إلى حد أن هناك من نادي بمقاطعة بعض القنوات التلفزية لما تروج له من اسقاف و انحطاط اخلاقي و تطبيع مع الخطأ إلى درجة أن يتحول إلى تصرف عادي و أمر مباح و تنقلب سلم المعايير و الثوابت الاخلاقية لكن من المعلوم أن الفن لا يعرف الممنوع و لا المحرم من الزواية الاجتماعية -بالطبيعة لا الدينية- لان الهدف هو تعرية كل حقيقة مجتمعنا.
إلا أن ذلك في نظر المشاهد العادي صادم و فيه مبالغة و تسويق لصورة مجتمعنا بطريقة سلبية فيها ايماء و نوع من التقليد الاعمى للنمط الغربي فأي ثقافة نريد أن نسوق ثقافة العنف و التبرير له أم ماذا ؟
و لعل أول من تعرض إلى نقد لاذع هي قناة الحوار التونسي إذ ظهرت دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي من الاولياء تنادي بمقاطعة مسلسل أولاد مفيدة بسبب المشاهد التي تضمنها و قد ردت بطلة المسلسل وحيدة الدريدي على كل ما اثير من لغط حول مسلسل في تدوينه لها أعربت ضمنها أن الدعوة للمقاطعة لا مبر ر لها لان ما تضمنه المسلسل هو تصوير للواقع الذي نعيشه مخدرات أمام المدارس الإعدادية, كلام بذئي في الشارع, افلام جنسية يشاهدها المراهقون و غيرها.
و تابعت فسيناريو أولاد مفيدة جاء من المريخ لا فساد المدينة الفاضلة لا براكاجات و لا تحرش و لا قتل و لاعنف داخل المدارس أننا الشعب الملاك و فيما يلي نص تدوينتها ꞉
“الي اطالبوا بمقاطعة اولاد مفيدة من الاولياء عندكم الحق : “بالفعل قداش منو الواحد. المخدرات أمام المدارس الابتدائية و الاعدادية تتوزع على الصغيرات و نزيدو نحطوها في المسلسل ياسر… رجال الامن يقتلوهم المهربين في الطرقات و يدهسوهم بكراهبهم و يلوذون بالفرار و لا أسف على الفقيد… ذبحوا الرائد في مفترق باردو امام مجلس النواب و لا تبعيات و لا اعدام للفاعل… ذبح الجنود في الشمال الغربي و الحقوقيين يدافعون على حقوق الانسان و منع اعدام الفاعل… و تزيد عليهم أولاد مفيدة… الحق ياسر … خاطر اولادهم ما قراوش المصايب هذي في تليفوناتهم الي ما تفارقهمش لحظة و ما شافوش تصاور ذبح الراعي البريء ..
عندكم الحق… كلام بذيء في الشارع و في القهاوي و في تعليقات الفايس بوك و يكتبوا فيها اولادكم… و تزيدو تشوفوها في المسلسل ياسر الحق…
بيرة في يد الطفلة… افساد الشبيبة… خاطر شواطئ الضاحية الشمالية في الشتاء و الصيف و بقية البحورات ما فيهاش بنات و اطفال يدفعوا الفلوس لمنحرفين راشدين باش يشريولهم و يشربوا دون السن القانونية…
عندكم الف حق… خاطر الشباب الي لابس تليفوناتوا حتى لوجوه الصباح في بيوتهم… ما احلوش صفحات pornogr.
خاطر مش قاعدين يلعبوا jeu electronique… خطير جدا و عنيف جدا و مدمنون على هذه الالعاب… و الاولياء و كانهم مغيبون…
افلام mbc…افلام youtube… مشاهد على الانترنات… جرائم تبث مباشرة على الانترنات… اغتصاب المعلمين للتلاميذ… اغتصاب ابناء العفو التشريعي العام للاطفال في الروضات… قتل الرضع و موت نساء الفلاحة… كل هذا لا يعرفه الاطفال الملازمون لهواتفهم الجوالة ؟…لا يشاهدونه البتة… عندكم الف حق…
قدم تاج الحاضرة السنة الفارطة عمل تاريخي متميز… فضل الشعب مشاهدة مسيرة شورب… سكيزوفرينيا…
معكم الف حق… أطفالنا منقطعون عن التكنولوجيا الحديثة في تونس… و أولاد مفيدة السيناريو جاء من المريخ… لافساد المدينة الفاضلة…
تونس…حيث لا عنف… و لا خرق للقانون… و لا خمر… و لا مخدرات… و لا اغتصابات… و لا سرقات… و لا خيانات للبلد… و لا هتك للاعراض… حيث اطفالنا لا يسمعون حتى مجرد السمع بالمخدرات و القتل و لا يقع التحرش بهم في الشارع… و لا براكاجات لاطفالنا و لا عنف داخل و امام المدارس… فعلا… لان شهر رمضان في شوارعنا انقطع فيه العنف و الكلام البذيء و الخطف و النفاق و الغش… لاننا الشعب الملاك… اهلا و سهلا”