أونيفار نيوز – ثقافة كتب نورالدين بالطيب تختتم مساء غد السبت في قرية ذهيبة من ولاية تطاوين الدورة التأسيسية لمهرجان مسرح على الحدود وهي أول تجربة من نوعها تنظمها المندوبية الجهوية للثقافة بالتعاون مع جمعية مهرجان أمي ذهيبة ودار الثقافة .
هذه المبادرة تم تنظيمها بأمكانيات متواضعة ولابد من تثمينها فهذه المناطق الحدودية على طول الشريط الحدودي من أقصى الشمال إلى أقصى الحدود تحتاج إلى فعل ثقافي حقيقي يقطع مع الفولكلور ويؤسس الثقافة التي تنشر قيم التحديث والمواطنة ويفترض أن تمنح وزارة الثقافة الأولوية لهذه المناطق النائية والفقيرة التي تجاهلتها مشاريع التنمية ولا تتعامل معها إلا وفق مقاربة أمنية فقط .
الدورة التأسيسية أفتتحتها فرقة بلدية دوز للتمثيل بمسرحيتها “عطش”وتضمن برنامجها مجموعة من العروض منها متاهة زمان لنادي المسرح في المركب الثقافي بتطاوين ومسرحية راعي الصحراء لمركز الفنون الدرامية والركحية بتطاوين ومسرحية ثم ماذا لجمعية المسرح الصغير بمدنين ومسرحية الحاضر الغائب ومسرحية الرحلة لنادي المسرح بدار الثقافة البئر الأحمر ومسرحية وردة الحسناء لنادي المسرح في المركب الثقافي بتطاوين إلى جانب لقاء أداره الشاعر والأعلامي منير هلال حول المسرح على الحدود وفاعليته الأجتماعية بمشاركة الأستاذ محمد جمال الدين الميلادي من ليبيا.
هذا المهرجان حضره النجم التلفزيوني خالد بوزيد الذي أشتهر بدور الفاهم في سلسلة نسيبتي العزيزة الذي تفاعل الجمهور مع حضوره وكان كعادته متواضعا وتلقائيا .
هذه الدورة تمنحنا الأمل في تونس وترسيخ تقاليد ثقافية في مناطق تعيش تصحرا ثقافيا بسبب الأهمال وضعف المجتمع المدني وهو ما يوفر أرضية خصبة للفكر المتشدد والمعادي لقيم المواطنة والجمهورية .
فقرية ذهيبة وغيرها من المناطق الحدودية جديرة بنشاط ثقافي تموله وترعاه وزارة الثقافة وحان الوقت للقطع مع ثقافة التظاهرات “الدولية”التي ينفق عليها الشعب التونسي المليارات دون أن تحقق أي نجاعة في الوقت الذي تعاني فيها عشرات المكتبات العمومية ودور الثقافة من غياب الأمكانيات الضرورية للعمل بل حتى من دورة مياه نظيفة !
هذا النموذج يجب أن يعمم إذا كانت هناك سياسة ثقافية جادة وجدية .