أونيفار نيوز – ثقافة نورالدين بالطيب ستظل رواية شط الأرواح للدكتورة ٱمنة الرميلي من أبرز الأعمال الروائية التي صدرت في العشرية الأخيرة وهي أبرز عمل تناول مٱسي “الحرقة “.
كيف ترى الجامعية والروائية ٱمنة الرميلي مأساة الحرقة ومكاسب المرأة في ظل الدستور الجديد ؟
في هذا الحوار تجيب ٱمنة الرميلي :
روايتك “شطّ الأرواح” كتبت مأساة الحرقة وحرقة الآباء والأمهات هل عبّرت روايتك بما يكفي أم أن الوجيعة أكبر من الكتابة (مأساة جرجيس مثالا)؟
المفروض أنّ الخيال أوسع من الواقع وأغرب، إذ لا شيء يحدّالخيال ولا حواجز تقف في وجهه، من هنا يمتلك تلك القدرة الهائلة على التضخيم والتجاوز والإدهاش. هذا ما حاولت رواية “شط الأرواح” أن تنجزه وهي ترحل بالشخصيات والأحداث عبر مأساة “الحرقة” وتقارب عوالم الهجرة السرية المرعبة حين يقفز الإنسان في حلق الوحش على أمل أن يوصله بسلام إلى برّ الأمان. تركتُ صرخات الحارقين تعلو في الرواية وتركت أرواحهم تهيم بالوجع والخيبة والإدانة خاصة. رحلة معكوسة في عالم غرائبيّ من الموت إلى الحياة، قبور تنتفض وجثث تعود إلى الحياة لتصرخ في وجوهنا أن استفيقوا فإنّ الجحيم هنا على شواطئ الموت والاحتراق وتحديدا على شاطئ جرجيس نقطة استقبال جثث الحارقين. ورغم ما جاء في رواية “شط الأرواح” من أهوال فإنّ الواقع مفتوح على مآس أكبر من الخيال وأبعد في التخييل وإن كان الإطار هو نفسه: البحر، مراكب الحرقة أو مراكب الموت، شاطئ جرجيس أو “شطّ الأرواح” وليست مأساة شباب جرجيس الأخيرة آخر المآسي ولن تكون.
مسلسل حرقة كان فيه تماه مع روايتك ماهو تقييمك لهذا المسلسل ؟
مسلسل “حرقة” من أهمّ المسلسلات التونسية الجديدةن وقد تابعته بشغف وإعجاب كبيرين خاصة الجزء الأوّل منه. لا يوجد تماه بين مسلسل “حرقة” ورواية “شطّ الأرواح” وإنّما يوجد تقاطع وتناصّ وتعالق، سببه اشتراكهما في “التّيمة” أو “الموضوع”. وللتاريخ حين كان الجزء الأوّل من مسلسل “حرقة” بصدد الإخراج كانت رواية “شطّ الأرواح” بصدد النشر. قد تلتقي الأعمال الفنية في كثير من التفاصيل إذا ما تشاركت مسألة وطنية جامعة لمن يكتب رواية أو يكتب سيناريو ويبدو أنّ هذا ما حصل بين الرواية والمسلسل.
جدل كبير حول إقصاء المرأة من البرلمان القادم هل ترين أن مكاسب المرأة في خطر ؟
مكاسب المرأة دائما في خطر إذا ما لم تكن محميّة بدولة تؤمن فعلا بالمساواة التامة بين النساء والرجال في القانون وأمام القانون. وأقول “دولة” وأنا أقصد “سياسة الدولة ومسؤوليها وسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية. ويبدو أنّ القانون الانتخابي الجديد سيعطي برلمانا سيكون حضور المرأة فيه ضعيفا لأنّه قانون لم يشترط التناصف ولم يحم حضور المرأة بشكل متساو مع الرجل في البرلمان، وهو تراجع خطير عن المكاسب التي جاء بها دستور 2014. ومعلوم أنّ الأنظمة غير الديمقراطية هي الأنظمة التي لا تضمن حقوق المرأة ولا تحافظ عليها.
للكتّاب دائما رؤى حول المستقبل كيف ترين مستقبل تونس في وضع كالذي نعيشه اليوم ؟
لا جدال في أنّ الوضع الذي تعيشه تونس اليوم وضع صعب ومعقّد وباعث على الخوف. ولئن كنّا نتقاسم بعض الصعوبات مع بقية بلدان العالم في الاقتصاد والبيئة والقيم فإنّ لنا نصيبنا من الصعوبات التي لا تخصّ إلا تونس وعلى رأس هذه الصعوبات الوضع الاقتصادي المتدهور، وضع يسقط مباشرة على رأس الفقراء ومحدودي الدخل وحتى الطبقة المتوسطة. وينعكس هذا على كلّ دواليب الدولة ومؤسساتها ينضاف إلى ذلك ارتباك السلطة الحاكمة وغموض اختياراتها. ورغم هذا فالأمل في تونس أفضل قائم ما دامت قوى المجتمع المدني قائمة وفاعلة ومقاومة للسقوط والانهيار ما أمكنها ذلك.