التسجيل القديم الذي بثته مساء أمس القناة الثانية للتلفزة التونسية الذي يدعو فيه الإمام الخطيب للرئيس زين العابدين بن علي و حرمه ليلى بن علي أثار الكثير من ردود الفعل التي دفعت إدارة التلفزة الى حد أصدار بيان أعتذار و فتح تحقيق فيما حدث !
هذه ليست المرة الأولى التي يحضر فيها بن علي في مؤسسات رسمية فمنذ أيٌام وزع الديوان الوطني للصناعات التقليدية بمناسبة أفتتاح صالون الصناعات التقليدية كتابا فاخرا عن الحرف والصناعات التقليدية في تونس تتصدره صورة بن علي و مقتطفات من خطبه عن الصناعات التقليدية و موقعها في الاقتصاد التونسي.
و قبل أشهر وزعت مندوبة الثقافة بجندوبة دعوات على المثقفين في جهة جندوبة لحضور حفل أستقبال محمد زين العابدين بن علي طبعا المقصود وزير الثقافة محمد زين العابدين و قبل هذه الحادثة بثت القناة الأولى للتلفزة التونسية سهرة رمضانية من الابتهلات لفوزي بن قمرة دعا فيها بالسداد و الصلاح ل “لرئيسنا زين العابدين بن علي”.
طبعا كل هذه الأحداث هي أخطاء سببها السهو و عدم التثبت في التسجيلات لكن المصابين بوفوبيا بن علي أعتبروها أخطاءا مقصودة و تمهيدا من “الدولة العميقة” لإعادة بن علي الى الحكم خاصة أنٌها تتزامن مع الصعود الكبير لعبير موسي و حزبها الدستوري الحر في استطلاعات الرأي و هي التي تدافع علنا عن بن علي و عن أنجازاته و ترفض شيطنته كما يفعل أغلب الطبقة السياسية منذ سقوط نظامه !
هذه الأخطاء كشفت عن ضعف الوعي السياسي لجزء كبير من الطبقة السياسية المصابة بفوبيا بن علي الذي مازال يشكل لهم كابوسا بعد ثماني سنوات من رحيله في مجتمع يعاني من الأزمات و المآسي و انعدام الأمل بعد الثورة التي تحوٌلت الى كابوس.
بن علي و نظامه انتهيا بغير رجعة و لا يمكن أن يعود لا هو و لا نظامه فهمًا في حكم التاريخ اليوم و لكن الأخطاء البشرية غير المقصودة لا تحتاج لكل هذه الشيطنة و التأويل المثير للسخرية !