
-
النهضة اخترقت تنسيقيات قيس سعيد…
-
الجزائر مثلت تاريخيا مصدر تهديدات على أمننا لقومي…!!!
-
التشيع تحول إلى توجه رسمي يهدد النسيج الإجتماعي لتونس

تونس – أونيفار نيوز – كتب مصطفى المشاط رغم أن مسار الاستعدادات لموعد 17 ديسمبر من أجل برلمان جديد وفق نظام انتخابي جديد ورغم الانطلاق “الرسمي “لمشروع الرئيس قيس سعيد “الاشتراكي “وما صاحبه من تهليل أنصاره إلا أن الخوف من المجهول أصبح القاسم المشترك بين التونسيين في ظل غياب شخصية “جامعة “لهم.
فالرئيس قيس سعيد يفترض أن يكون الشخصية الجامعة حتى لمعارضيه إلا أنه أختار “التفريق “بين المعارضين والأنصار وهذا من بين أسباب الخوف الكبير على مستقبل البلاد في ظل مناخ من التوتر الاجتماعي والانقسام السياسي الذي لم تعرفه تونس طيلة تاريخها .
الانقسام الخطير
تعيش تونس منذ ما قبل 25 جويلية 2021 أنقساما خطيرا عملت حركة النهضة وحليفها منصف المرزوقي الذي سوق لخطاب ثورجي لترذيل الدولة الوطنية وقادة الأستقلال لكن هذا الانقسام تعمق بعد 25 جويلية .
فالمعارضة مُنْقَسِمة والأحزاب لم يعد لها وجود في الشارع فلا مقرات ولا حضور شعبي باستثناء الحضور الإعلامي وما يسمى “جبهة الخلاص” ليست إلا واجهة للإخوان لأستدرار عطف القوى “الخائفة” على الديمقراطية التي كان لها دور أساسي في أسقاط بن علي وصياغة ما سمي ب”الانتقال الديمقراطي”.

في المقابل يقف الرئيس وحيدا إلا من بعض الأحزاب الصغيرة التي تريد الركوب على “شعبية “الرئيس المدعوم من أنصاره الذين كان معظمهم من أنصار النهضة التي أخترقت ما يسمى بالتنسيقيات ومن مجموعات “رابطات حماية الثورة” وأنصار المرزوقي الذين يجمعهم شعار أساسي العداء للدولة الوطنية !
رغم وجود بعض الأسماء التي تعتقد أن الرئيس أنهى عشرية الأخوان وفكك منظومتهم وهو ما لم نره على أرض الواقع !

التَشَيّع… الخطر الداهم
وسط هذا المناخ المتوتر – وبعد جحافل الدعاة مباشرة بعد 14 جانفي بدعوة رسمية من النهضة – برزت دعاة التشيع في نشر مذهبهم في البلاد المعروفة بانتمائها السني المالكي وذلك تحت غطاء الجمعيات الثقافية التي تستضيف رموز الشيعة من لبنان والعراق وإيران وبلغ الأمر تنظم أنشطة ثقافية بإشراف أعضاء من الحكومة وفي مدينة الثقافة بالذات وهو ما يعني أن المسألة تتحول تدريجيا إلى توجه “رسمي “وهو ما من شأنه أن يهدد بجدية النسيج الاجتماعي لتونس .
ورغم “العداء” بين الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوربي إلا أنهما لازما الصمت حول هذا “التوجه “وهو ما يذكرنا بمنح واشنطن والاتحاد الأوروبي والناتو العراق هدية لإيران التي تتحكم منذ عشرين عاما في المشهد العراقي.
العاصفة الإقليمية
جراح تونس وازماتها سَتُعَمِّقُها التحولات الإقليمية. فأسرائيل تطل برأسها من خلال علاقاتها العسكرية القوية مع المغرب أما الجزائر فهي مهددة بمخاطر التشيع في غرداية والأمازيغ في منطقة القبايل فضلا عن أن هذه الجارة بالذات غالبا ما مثلت عبر التاريخ خطرا على تونس ومصدر تهديدات جدية على أمنها القومي…!! في حين تواجه ليبيا بجدية مخاطر التقسيم وستكون للتحولات في ليبيا والجزائر مخاطر حقيقية على تونس التي تنتظر رحمة صندوق النقد الدولي وسط أرتفاع غير مسبوق للأسعار وتدهور المقدرة الشرائية وانهيار الطبقة الوسطى .
وليس بعيدا عنا يتنامى النفوذ الصيني والروسي مقابل تراجع النفوذ الأمريكي والفرنسي في معسكراتها القديمة.
الثابت أن حرب أوكرانيا لن تتوقف هناك بل ستكون بداية الحريق الكبير الذي سيلتهم العالم . وتشهد تونس – بسبب المخزون الطاقي المَهُول لكل من الجزائر وليبيا- صراعا حقيقيا على اراضيها بين الطامعين في السيطرة على هذه التوترات….!!!؟؟؟
ففي كل هذه الازمات المُعَقَّدَة والمُتَدَاخِلة كيف ستنجو تونس ؟
مصطفى المشاط