-
كلام الليل… غطٌت على بقية أعمالي
-
وزارة الثقافة معادية للابداع بسبب البيروقراطية
أونيفار نيوز – كتب نورالدين بالطيب توفيق الجبالي سيرة تمرٌد وابداع وصدف كتاب جديد صدر منذ أيام عن دار أبجديات للنشر وهي سيرة ذاتية وفنية للفنان توفيق الجبالي صاغها كريم السمعلي وصدر الكتاب في 325 صفحة في طبعة أنيقة .
هذا الكتاب في الحقيقة ليس سيرة لتوفيق الجبالي أحد الذين صاغوا بيان 11الذي شكّل منعرجا في تاريخ المسرح التونسي وأحد مؤسسي فرقة المسرح الجديد أول فرقة مستقلة في تاريخ المسرح التونسي بقدر ما يمكن أعتباره شهادة عن جيل وسيرة لجيل الستينات في المسرح التونسي الذي كانوا وراء التحولات الكبرى الجمالية والهيكلية مثل منصف السويسي وفاضل الجعايبي وفاضل الجزيري ورؤوف الباسطي وسمير العيادي ورؤوف بن عمر وغيرهم .
الجبالي كشف في هذا الكتاب عن تفاصيل دقيقة حول عدد من المحطات في تاريخ المسرح التونسي أضاقة إلى سيرته الخاصة وكانت البداية مع نشأته القاسية في مدينة قصر هلال مع أب زيتوني “الشيخ رحيم “كان قاسيا في تربيته مرورا بانتقال العائلة إلى العاصمة والإقامة في حي السنتارين وانخراطه في الشبيبة المدرسية مع أبرز المسرحيين التونسيين فيما بعد مثل محمد أدريس ورؤوف الباسطي وسمير العيادي والبشير الادريسي وغيرهم .
كما تحدث عن تجربته في فرقة الإذاعة كممثل مع المختار حشيشة وكضابط إيقاع في الشبيبة المدرسية ثم هجرته إلى باريس وعمله في القسم العربي للإذاعة الفرنسية وثورة 1968 وتجربة المسرح العربي المهاجر مع علي سعيدان والهاشمي بن فرج والشاذلي الشبلي وتوفيق قيقة وغيرهم إلى حين عودته والمشاركة في تأسيس المسرح الجديد وهي التجربة التي يتم تجاهل دوره فيها غالبا وهو ما يعيبه على زملائه المؤسسين مثل الجزيري والجعايبي خاصة .
كما تعرٌض لتجربة تأسيس مركز الفن المسرحي مع نفس المجموعة واختلافه معهم ثم هجرته إلى مصر وعودته وتأسيس مجموعة فو مع رجاء بن عمار رحمها ومنصف الصائم ومسرح فو وسنمار وصولا إلى تأسيس فضاء التياترو .
الجبالي تحدث في مذكراته عن مرحلة تأسيس أتحاد المسرحيين التونسيين ثم نقابة المسرحيين واعتبر في هذا السياق أن فاضل الجزيري الذي تم أختياره لرئاسة الأتحاد قد خان المجموعة ثلاث مرات حسب تعبيره .
“يعني أن الذي شرفناه برئاسة الأتحاد والنقابة طعننا ثلاث مرات
1-مرة بعدم تسليم محضر تأسيس الجمعية لوزارة الداخلية
2-مرة بالإيحاء بإنشاء المسرح الوطني وتسمية المنصف السويسي في تعارض كامل مع ما أتفقنا عليه مع الوزارة
3-مرة بالمناورة لطلب العفو كل ذلك باسمنا وبدون علمنا “
الجبالي تحدث أيضا عن تجربة فضاء التياترو والظروف التي أحاطت بتأسيسه ودور رفيقة دربه الراحلة زينب فرحات وعلى الصعوبات التي واجهها مع وزارة الثقافة كما أكد على أنه يرفض أختزال تجربته المسرحية في كلام الليل التي غطى نجاحها الذي يعود حسب رأيه للمنصات الافتراضية على بقية الأعمال التي أنتجت في التياترو والتي حققت نجاحا كبيرا حتى خارج تونس مثل عطيل وهنا تونس وفهمتلا والمجنون وغيرها .
الجبالي تحدث في هذا الكتاب الممتع عن الصداقة والسياسة وفلسطين والسينما وقدٌم سيرة ممتعة فيها الكثير من الصدق والجرأة وكم تحتاج المكتبة التونسية والعربية لكتب مثل هذه .
أونيفار نيوز