لا توجد حركة نقدية في تونس !
أونيفار نيوز – ثقافة حوار نورالدين بالطيب جمعت الدكتورة فوزية ضيف الله (المعهد العالي للعلوم الإنسانية )بين التخصص في الفلسفة التأويلية والمعاصرة والنقد الفني والرسم والكتابة الشعرية .
كيف توزع قلبها بين الفلسفة والفنون ؟ كيف ترى واقع الحركة التشكيلية اليوم في تونس ؟
الدكتورة فوزية ضيف الله تحدثت ل“أونيفار نيوز ” :
كيف ترين واقع الحركة التشكيلية في تونس اليوم ؟
الحركة التشكيلية راهنا في اوجها. ثمة اطراد للانتاجات التشكيلية، بعد الثورة. كذلك ثمة جيل جديد من التشكيلين صار يفرض تواجده في المعارض الجماعية والفردية، وحتى التظاهرات العالمية. مع تواصل مشاركة الجيل القديم بشكل شرفي احيانا وأحيانا بشكل متساو مع التجارب الشابة.
يعد ذلك تقليدا حسنا، أن تتواصل الأجيال الفنية مع بعضها، وتتفاعل المدارس المتنوعة. ثمة مكانة مخصوصة للفن المعاصر، وعودة قوية لفنون التنصيبة والنحت والحفر والفني. لم يعد الأمر للرسم على نحو خاص. الى جانب ظهور تجارب تشكيلية تجمع بين الاداء الفني والفنون البصرية التي تستثمر التكوين الذي تلقته في معاهد الفنون.
وواقع الحركة النقدية في الفنون خاصة ؟
لا اتصور أنه لدينا واقع نقدي بالمعنى الحقيقي للكلمة. كما قلت في حوار سابق معك، ثمة محاولات متطفلة متكررة على النقد، الى جانبها بعض محاولات جادة لبعض الاكادميبن، لكنها غير متواصلة لعدة أسباب. أولها انه ليس كل الفنانين متفقين على دور الناقد، وعلى اهميته في النهوض بالفن وبالابداع الفني. نحتاج ايمانا حقيقية بدور الناقد، حتى لا يقع رده وحصره في القراءات التي لا تتعدى المجاملات والجمل الوصفية.
كيف تتعايشين مع أهتمامات مختلفة ؟
ليس ذلك أمرا هينا. لكنني متعددة المواهب، وهذه المواهب فرضت نفسها علي. وتعودت على تواجدها معي بشكل متساو. نشأت مع الشعر، ولما كنت في واقع جنوبي يرفض المرأة الشاعرة، فتمنطق خطابي وتعقلن واتقنت الفلسفة لما وجدت فيها متسعا من الفكر الحر، ولما دخلت عوالم الفن التشكيلي هروبا من قساوة الفلسفة وصلابتها وحاجتي لتوازن بين الفكري والابداعي، عاد لي الشعر، ومارست الإنشائية الشعرية في الرسم والأدب والسرد. أما ما قادني للنقد فهو تخصصي في القراءات التأويلية، فقد اغرمت بتاويل كل ما يشدني من شعر او رسم أو حتى مشهد.
ثم قادني التأويل الى النقد والتقويم..وكل هذه الأمور قادتني للمسرح، متابعة ونقد، وكتابة مسرحية كذلك. لان المسرح اب الفنون، مولود من الفلسفة، لكنه متشكل شعريا وفنيا وبصريا. لا أجد الوقت للكثير من الأمور، بناء على تنوع هذه المهارات، لكني لا استطيع ترك جانب على حساب آخر.
لجنة الشراءات ومنظومة الدعم تثيران الكثير من الجدل كيف ترين هذه المسألة ؟
ان قطاع الفنون التشكيلية قطاع حساس. لان المسألة الفنية ليست مسألة علمية فقط بل هي كذلك ذوقية.
ان دور اللجنة المخصصة للشراءات حاسم، والتاريخ لا يرحم، لذلك من يمسك بهذه اللجنة هو مسؤول أمام التأريخ. لكن المسألة تتعقد اذا كان بعض أعضاء اللجنة غير متكونيين في هذا المجال، ونسبة تمثيلية اساتذة الفنون و اتحاد الفنانين ضعيفة، وربما وقع الاستغناء عن تمثيلية رابطة الفنون كذلك.
ينبغي مواجهة المتطفلين على المجال مهما كانت قدرتهم على مغالطة الراي العام. ولا بد من التخلي عن اسلوب المحاباة والمجاملات أثناء اختيار الأعمال وكذلك أثناء تعيين اعضاء لجنة الشراءات.
الرصيد الوطني في الفنون التشكيلية كيف يمكن العناية به ؟
فيما يخص الرصيد الوطني للفنون التشكيلية، لا بد من الاسراع في ترميم ومعالجة الآثار التي اتلفت بفعل الرطوبة، وقد اكتشفنا أثناء الاطلاع على معرض المتحف الحديث والمعاصر، انه ثمة أعمال عديدة لم تكن صالحة للعرض، وفي ذلك خسارة كبيرة. لا بد من التفكير في فضاء أكبر يحتوي هذه الكنوز، والسعي الى المحافظة عليها وتفقدها باستمرار . تحت رعاية خبراء وتقنيبن مختصين في ذاك.
أونيفارنيوز